والتقريب والتقرير ، والتعريف والتعريب ، وهو مقيم بدمشق ، وقد أتى العسكر المنصور الناصري سنة ٥٨٦ بظاهر ثغر عكا ، وكتب إلى السلطان صلاح الدين وقد جرح فرسه : [بحر الطويل]
أيا ملكا أفنى العداة حسامه |
|
ومنتجعا أقنى العفاة ابتسامه (١) |
لقاؤك يوما في الزمان سعادة |
|
فكيف بثاو في حماك حمامه |
وعبدك شاك دينه وهو شاكر |
|
نداك الذي يغني الغمام غمامه |
ولي فرس أصماه سهم فردّه |
|
أثافيّ ربع بالثلاث قيامه (٢) |
تعمر فيه بالجراحة ساحة |
|
وعطل منه سرجه ولجامه |
أتينا لما عودتنا من مكارم |
|
يلوذ بها الراجي فيشفي غرامه |
فرحماك غوث لا يغيب نصيره |
|
ونعماك غيث لا يغبّ انسجامه (٣) |
وله رحمه الله تعالى غير هذا ، وترجمته واسعة.
٢٦٤ ـ ومنهم الأستاذ أبو القاسم عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب بن عبد القدوس القرطبي ، مؤلف «المفتاح» في القراءات ، ومقرئ أهل قرطبة
رحل وقرأ القراءات على أبي علي الأهوازي ، وبحرّان على أبي القاسم الرّيدي ، وبمصر على أبي العباس بن نفيس ، وبمكة على أبي العباس الكازريني ، وسمع بدمشق من أبي الحسن بن السمسار ، وكان عجبا في تحرير القراءات ومعرفة فنونها ، وكانت الرحلة إليه في وقته ، ولد سنة ٤٠٣ ، ومات في ذي القعدة سنة ٤٦١ ، قرأ عليه أبو القاسم خلف بن النحاس وجماعة ، رحمه الله تعالى!.
٢٦٥ ـ ومنهم عبيد الله ، وقيل : عبد الله ، بغير تصغير ، ابن المظفر بن عبد الله بن محمد ، أبو الحكم ، الباهلي ، الأندلسي.
ولد بالمرية سنة ٤٨٦ ، وحج سنة ٥١٦ وحج أيضا سنة ٥١٨ ، ودخل دمشق وقرأ بصعيد مصر وبالإسكندرية ، ثم مضى إلى العراق ، وأقام ببغداد يعلم الصبيان وخدم السلطان
__________________
(١) المنتجع : اسم مفعول من انتجع أي قصد .. وأقنى : أغنى. والعفاة : جمع عاف ، وهو طالب المعروف.
(٢) أصماه : في الأصل : أصابه فقتله ، وهنا جرحه فعطل قائمة من قوائمه. والأثافي : الأحجار التي توضع عليها القدر ، واحدتها أثفية.
(٣) لا يغيب : لا ينقطع.