٢٣٨ ـ ومنهم عبد المنعم بن عمر الغساني ، الوادي آشي
المؤلف ، الرحالة ، المتجول ببلاد المشرق سائحا ، صاحب المؤلفات الكثيرة التي منها «جامع أنماط السائل ، في العروض والخطب والرسائل».
ومن نظمه قوله رحمه الله : [بحر الطويل]
ألا إنما الدنيا بحار تلاطمت |
|
فما أكثر الغرقى على الجنبات |
وأكثر من لاقيت يغرق إلفه |
|
وقلّ فتى ينجى من الغمرات (١) |
توفي سنة ٦٠٣ ، رحمه الله تعالى!.
٢٣٩ ـ ومنهم أبو العباس أحمد بن مسعود بن محمد ، القرطبي ، الخزرجي.
كان إماما في التفسير والفقه والحساب والفرائض والنحو واللغة والعروض والطب ، وله تآليف حسان ، وشعر رائق ، فمنه قوله رحمه الله تعالى : [بحر الوافر]
وفي الوجنات ما في الروض لكن |
|
لرونق زهرها معنى عجيب (٢) |
وأعجب ما التعجّب عنه أني |
|
أرى البستان يحمله قضيب |
وتوفي رحمه الله تعالى سنة ٦٠١.
٢٤٠ ـ ومنهم أبو العباس القرطبي ، صاحب «المفهم ، في شرح مسلم» وهو أحمد بن عمر بن إبراهيم بن عمر الأنصاري ، المالكي ، الفقيه ، المحدث ، المدرس ، الشاهد بالإسكندرية.
ولد بقرطبة سنة ٥٧٨ ، وسمع الكثير هنالك ، ثم انتقل إلى المشرق ، واشتهر وطار صيته ، وأخذ الناس عنه ، وانتفعوا بكتبه ، وقدم مصر ، وحدث بها ، واختصر الصحيحين ، وكان بارعا في الفقه والعربية ، عارفا بالحديث ، وممن أخذ عنه القرطبي صاحب التذكرة ، ومن تصانيفه رحمه الله تعالى «المفهم ، في شرح مسلم» وهو من أجلّ الكتب ، ويكفيه شرفا اعتماد الإمام النووي رحمه الله تعالى عليه في كثير من المواضع ، وفيه أشياء حسنة مفيدة ، منها اختصاره للصحيحين كما مر ، وله غير ذلك وتوفي رحمه الله تعالى بالإسكندرية رابع ذي القعدة سنة ٦٥٦ (٣) ، وكان يعرف في بلاده بابن المزين ، وله كتاب
__________________
(١) إلفه : صديقه ومؤانسه. والغمرات : جمع غمرة ، وهي الشدّة.
(٢) الوجنات : الخدود ، جمع وجنة.
(٣) اختلف في سنة وفاته ، فجاء في الذيل والتكملة أنه توفي سنة ٦٥٦ ه كما ورد هنا في النفح. بينما جاء في الديباج أنه توفي سنة ٦٢٦ ه.