ومن العجائب أن يفوز بنظرة |
|
من بالشآم ومن بمكة يحرم |
فعفا عنه ، وأحسن إليه ، وأمره بالدخول بهم ، والتقدّم عليهم.
وقال في «المغرب» في حقّ السيد أبي الربيع المذكور ، ما ملخصه : لم يكن في بني عبد المؤمن مثله في هذا الشأن الذي نحن بصدده ، وكان تقدّم على مملكتي سجلماسة وبجاية ، وكان كاتبا شاعرا أديبا ماهرا ، وشعره مدوّن ، وله ألغاز ، وهو القائل في جارية اسمها ألوف : [بحر الطويل]
خليلّي ، قولا أين قلبي ومن به |
|
وكيف بقاء المرء من بعد قلبه |
ولو شئتما اسم الذي قد هويته |
|
لصحّفتما أمري لكم بعد قلبه |
وله الأبيات المشهورة التي منها : [بحر الطويل]
أقول لركب أدلجوا بسحيرة |
|
قفوا ساعة حتى أزور ركابها (١) |
وأملأ عيني من محاسن وجهها |
|
وأشكو إليها أن أطالت عتابها |
فإن هي جادت بالوصال وأنعمت |
|
وإلّا فحسبي أن رأيت قبابها |
وقال يخاطب ابن عمّه يعقوب المنصور : [بحر الكامل]
فلأملأنّ الخافقين بذكركم |
|
ما دمت حيّا ناظما ومرسّلا |
ولأبذلن نصحي لكم جهدي وذا |
|
جهد المقلّ وما عسى أن أفعلا |
ولأخلصنّ لك الدعاء ، وما أنا |
|
أهل له ، ولعلّه أن يقبلا |
وله مختصر كتاب «الأغاني» انتهى.
رجع : وذكر السرخسي أيضا في رحلته السيّد أبا الحسن علي بن عمر ابن أمير المؤمنين عبد المؤمن ، وقال في حقّه : إنه كان من أهل الأدب والطرب ، ولي بجاية مدّة ، ثم عزل عنها لإهماله وإغفاله وانهماكه في ملاذّه ، أنشدني محمد بن سعيد المهدي كاتبه قال : كتب الأمير أبو الحسن إلى أمير المؤمنين يعقوب يمدحه ويستزيده ، ويطلب منه ما يقضي به ديونه : [بحر المتقارب]
وجوه الأماني بكم مسفره |
|
وضاحكة لي مستبشره |
ولي أمل فيكم صادق |
|
قريب عسى الله أن يوسره (٢) |
عليّ ديون وتصحيفها |
|
وعندكم الجود والمغفره |
__________________
(١) أدلج : سار الليل كله أو آخره.
(٢) في ب : «قريب عسى الله قد يسّره». وما أثبتناه موافق لما في أ.