«كشف الإقناع (١) ، عن الوجد والسماع» أجاد فيه وأحسن وكان يشتغل أولا بالمعقول ، وله اقتدار على توجيه المعاني بالاحتمال.
قال الشيخ شرف الدين الدمياطي : أخذت عنه ، وأجاز لي مصنفاته ، رحمه الله تعالى! وحدث بالإسكندرية وغيرها ، وصنف غير ما ذكرناه ، وكان إماما عالما جامعا لمعرفة الحديث والفقه والعربية وغيرها.
٢٤١ ـ ومنهم العارف الكبير ، الولي الصالح الشهير ، أبو أحمد جعفر بن عبد الله بن محمد بن سيدبونة ، الخزاعي ، الأندلسي.
أحد الأعلام المنقطعين المقربين أولي الهداية ، كان ـ رضي الله تعالى عنه ونفعنا به! ـ كثير الأتباع ، بعيد الصيت ، فذّا شهيرا (٢).
قال الحافظ ابن الزبير : هو أحد الأعلام المشاهير فضلا وصلاحا ، قرأ ببلنسية وتفقه ، وحفظ نصف المدوّنة ، وأقرأها ، وكان يؤثر التفسير والحديث والفقه على غيرها ، أخذ عن أبوي الحسن بن النعمة وابن هذيل ، وحج ، ولقي في رحلته من الأندلس جلّة أكبرهم الولي الكبير سيد أبو مدين شعيب ، أفاض الله تعالى علينا من أنواره! وانتفع به ، ورجع عنه بعجائب ، فشهر بالعبادة ، وتبرك الناس به ، فظهرت عليه بركته ، توفي رحمه الله تعالى في شوال سنة ٦٢٤ ، وعاش نيفا وثمانين سنة.
وله ترجمة في الإحاطة ملخصها ما ذكرناه.
٢٤٢ ـ ومنهم محمد بن عبد الرحمن بن يعقوب ، الخزرجي ، الأنصاري ، الشاطبي ، الفقيه ، القاضي ، الصّدر ، المتفنن ، المحصل ، المجيد.
له علم محكم ، وعقد صحيح مبرم ، رحل إلى المشرق وحج ، وكانت رحلته بعد تحصيله ، فزاد فضلا إلى فضل ، ونبلا إلى نبل ، وكان متثبتا في فقهه ، لا يستحضر من النقل الكثير ، ولكنه يستحضر ما يحتاج إليه ، وكان له علم بالعربية وأصول الفقه ، ومشاركة في أصول الدين ، له شرح على الجزولية ، وكان أبوه قاضيا ، وبيتهم بيت قضاء وعلم وسؤدد متوارث ومجد مكسوب ومنسوب ، ثم ولي قضاء بجاية ، فكان في قضائه على سنن الفضلاء
__________________
(١) في ب : «كشف القناع ...».
(٢) فذا : فريدا ، لا مثيل له.