الوهاب والوزير ابن المغربي وغيرهم ممن يطول ، ما صورته : وإنما ذكرت هؤلاء ائتساء بأبي منصور ، في تأليفه المشهور ، المترجم بيتيمة الدهر ، في محاسن أهل العصر ، انتهى المقصود منه.
قلت : وتذكرت بما أنشده في الهجاء قول الباقعة الشاعر المشهور أبي العباس أحمد الغفجومي الشهير بالجواري (١) وعامة الغرب يقولون الجراوي يهجو قومه بني غفجوم وهم بربر بتادلا متوصلا بذلك إلى هجو أصلاء فاس بني الملجوم ، ومستطردا في ذلك ما هو في اطراده كالماء السجوم ، وهو [قوله] : [بحر الكامل]
يا ابن السبيل إذا مررت بتادلا |
|
لا تنزلنّ على بني غفجوم |
أرض أغار بها العدو فلن ترى |
|
إلا مجاوبة الصدى للبوم |
قوم طووا ذكر السماحة بينهم |
|
لكنهم نشروا لواء اللوم |
لا حظّ في أموالكم ونوالهم |
|
للسائل العافي ولا المحروم |
لا يملكون إذا استبيح حريمهم |
|
إلا الصّراخ بدعوة المظلوم |
يا ليتني من غيرهم ولو انني |
|
من أرض فاس من بني الملجوم |
وقد ذكر غير واحد من المؤرخين أن أحد بني الملجوم قضاة فاس وأصلائها بيعت أوراق كتبه التي هي غير مجلدة بل متفرقة بستة آلاف دينار ، ويكفيك ذلك في معرفة قدر القوم ، ومع ذلك هجاهم بهذا ، والله سبحانه يغفر الزلات.
رجع إلى ما كنا فيه من ذكر من ارتحل من علماء الأندلس إلى البلاد المشرقية المحروسة ، فنقول :
١٨٢ ـ ومنهم حبيب بن الوليد بن حبيب الداخل إلى الأندلس ابن عبد الملك بن عمر بن الوليد بن عبد الملك بن مروان.
من أهل قرطبة ، ويعرف بدحّون [رحل إلى المشرق ، وكان فقيها عالما ، أديبا شاعرا محسنا ، و](٢) رحل إلى المشرق أيام عبد الرحمن بن الحكم ، وحج ، ولقي أهل الحديث
__________________
(١) هو أبو العباس أحمد بن عبد السلام الجراوي المتوفى سنة ٦٠٩ ه كان عالما بالآداب وله ديوان شعر وكتاب اسمه «صفوة الأدب ونخبة كلام العرب». (التكملة : ١٢٨).
(٢) ما بين حاصرتين ساقط من ب ، ه.