٢٧٣ ـ ومنهم محب بن الحسين ، من أهل الثغر الشرقي ، كانت له رحلة حج فيها ، وسمع بالقيروان من أبي عبد الله بن سفيان الكناني (١) «الهادي في القراءات» من تأليفه وكان رجلا صالحا ، حدث عنه أبو عبد الله محمد بن عبد الملك التجيبي من شيوخ أبي مروان بن الصيقل.
٢٧٤ ـ ومنهم مساعد بن أحمد بن مساعد ، الأصبحي.
من أهل أوريولة (٢) ، يكنى أبا عبد الرحمن ، ويعرف بابن زعوقة ، روى عن ابن أبي تليد وابن جحدر ، والحافظين أبي علي الصدفي وأبي بكر بن العربي ، وكتب إليه أبو بكر بن غالب بن عطية ، ورحل حاجا في سنة أربع وتسعين وأربعمائة ، فأدى الفريضة سنة خمس بعدها ، ولقي بمكة أبا عبد الله الطبري ، فسمع منه صحيح مسلم ، مشتركا في السماع مع أبي محمد بن جعفر الفقيه (٣) ، ولقي أبا محمد بن العرجاء وأبا بكر بن الوليد الطرطوشي وأصحاب الإمام أبي حامد الغزالي وأبا عبد الله المازري وجماعة سواهم ساوى بلقائهم مشيختهم (٤) ، وانصرف إلى بلده فسمع منه الناس ، وأخذوا عنه لعلو روايته ، وكان من أهل المعرفة والصلاح والورع ، وممن حدث عنه من الجلة أبو القاسم بن بشكوال وأبو الحجاج الثغري الغرناطي ، وأبو محمد عبد المنعم بن الفرس وغيرهم ، وأغفله ابن بشكوال فلم يذكره في الصلة مع كونه روى عنه ، وقال تلميذه أبو الحجاج الثغري الغرناطي : أخبرني أبو سليمان بن حوط الله وغيره عنه ، قال : أخبرني الحاج أبو عبد الرحمن بن مساعد رضي الله تعالى عنه : أنه لقي بالمشرق امرأة تعرف بصباح عند باب الصفا ، وكان يقرأ عليها بعض التفاسير ، فجاء بيت شعر شاهد ، فسألت : هل له صاحب ، فسألوا الشيخ أبا محمد بن العرجاء ، فقال الشيخ : لا أذكر له صاحبا ، فأنشدت : [بحر الخفيف]
طلعت شمس من أحبّك ليلا |
|
واستضاءت فما لها من مغيب |
إن شمس النهار تغرب باللي |
|
ل وشمس القلوب دون غروب |
__________________
(١) في أ : «أبي عبد الله بن سفيان الكتاب الهادي».
(٢) أوريولة : حصن بالأندلس ، وهو من كور تدمير وبين أوريولة وألش ثمانية وعشرون ميلا. ومدينة أوريولة مدينة قديمة (انظر صفة جزيرة الأندلس ص ٣٤).
(٣) في ب : «محمد بن أبي جعفر الفقيه».
(٤) في ب : «بلقائهم مشيخته».