قرطبة الذي حصل في يده ، فلم يمكنه منه ، فأغرى به سيّده موسى بن نصير ، وقال له : يرجع إلى دمشق وفي يده عظيم من عظماء الأندلس ، وليس في أيدينا مثله ، فأي فضل يكون لنا عليه؟ فطلبه منه ، فامتنع من تسليمه. قال ابن حيان : فهجم موسى على العلج وانتزعه من مغيث ، فقيل له : إن سرت به معك حيّا ادعاه مغيث والعلج لا ينكر ، ولكن اضرب عنقه ، ففعل ، فاضطغنها (١) عليه مغيث ، وبالغ في أذيّته عند سليمان.
وذكر الحجاري في «المسهب» أنّ لمغيث من الشعر ما يجوز كتبه ، فمن ذلك شعر خاطب به موسى بن نصير ومولاه طارقا ويكفي منه هنا قوله : [بحر الوافر]
أعنتكم ولكن ما وفيتم |
|
فسوف أعيث في غرب وشرق |
وعنوان طبقته في النثر أنّ موسى بن نصير قال له وقد عارضه بكلام في محفل من الناس : كفّ لسانك ، فقال : لساني كالمفصل ، ما أكفّه إلّا حيث يقتل. وأضافه ابن حيّان والحجاري إلى ولاء الوليد بن عبد الملك ، وهو الذي وجّهه إلى الأندلس غازيا ففتح قرطبة ، ثم عاد إلى المشرق ، فأعاده الوليد رسولا عنه إلى موسى بن نصير يستحثّه على القدوم عليه ، فوفد معه ، فوجدوا الوليد قد مات ، فخدم بعده سليمان بن عبد الملك.
١٤ ـ ١٥ ـ ومن الداخلين أيوب بن حبيب اللخمي.
ذكر ابن حيان أنه ابن أخت موسى بن نصير ، وأنّ أهل إشبيلية قدّموه على سلطان الأندلس بعد قتل عبد العزيز بن موسى ، واتّفقوا في أيامه على تحويل السلطان من إشبيلية إلى قرطبة ، فدخل إليها بهم ، وكان قيامه بأمرهم ستة أشهر ، وقيل : إن الذي نقل السلطنة من إشبيلية إلى قرطبة الحرّ بن عبد الرحمن الثقفي. قال الرازي : قدم الحرّ واليا على الأندلس في ذي الحجّة سنة سبع وتسعين ومعه أربعمائة رجل من وجوه إفريقية ، فمنهم أول طوالع الأندلس المعدودين ، وقال ابن بشكوال : كانت مدة الحرّ سنتين وثمانية أشهر ، وكانت ولايته بعد قيام أيوب بن حبيب اللخمي (٢).
١٦ ـ ٢٦ ـ ومن الداخلين السّمح بن مالك الخولاني.
ولي الأندلس بعد الحرّ بن عبد الرحمن السابق. قال ابن حيان : ولّاه عمر بن
__________________
(١) في أ : «فأضغنها».
(٢) في الأصول هنا أبو أيوب بن حبيب وانظر أخبار مجموعة ص ١٥.