عبد العزيز ، وأوصاه أن يخمّس (١) من أرض الأندلس ما كان عنوة (٢) ، ويكتب إليه بصفتها وأنهارها وبحارها ، قال : وكان من رأيه أن ينقل المسلمين عنها لانقطاعهم وبعدهم عن أهل كلمتهم ، قالوا : وليت الله تعالى أبقاه حتى يفعل ، فإنّ مصيرهم مع الكفار إلى بوار (٣) إلّا أن يستنقذهم الله تعالى برحمته.
وذكر ابن حيان أن قدوم السّمح كان في رمضان سنة مائة ، وأنه الذي بنى قنطرة قرطبة بعد ما استأذن عمر بن عبد العزيز ، رحمه الله تعالى! وكانت دار سلطانه قرطبة.
قال ابن بشكوال : استشهد بأرض الفرنجة يوم التروية سنة اثنتين ومائة.
قال ابن حيان : كانت ولايته سنتين وثمانية أشهر ، وذكر أنه قتل في الوقعة المشهورة عند أهل الأندلس بوقعة البلاط ، وكانت جنود الإفرنجة قد تكاثرت عليه فأحاطت بالمسلمين ، فلم ينج من المسلمين أحد.
قال ابن حيان : فيقال : إن الأذان يسمع بذلك الموضع إلى الآن.
وقدّم أهل الأندلس على أنفسهم بعده عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي.
وذكر ابن بشكوال أنه من التابعين الذين دخلوا الأندلس ، وأنه يروي عن عبد الله بن عمر ، رضي الله تعالى عنهما! قال : وكانت ولايته للأندلس في حدود العشر ومائة من قبل عبيدة بن عبد الرحمن القيسي صاحب إفريقية ، واستشهد في قتال العدوّ بالأندلس سنة خمس عشرة ، انتهى.
وفيه مخالفة لما سبق أنه ولي بعد السمح ، وأن السمح قتل سنة ١٠٢ ، وهذا يقول تولّى سنة ١١٠ ، فأين ذا من ذاك؟ والله تعالى أعلم.
ووصفه الحميدي بحسن السيرة والعدل في قسمة الغنائم. وذكر الحجاري أنه ولي الأندلس مرتين ، وربما يجاب بهذا عن الإشكال الذي قدّمناه قريبا ، ويضعفه أن ابن حيان قال : دخل الأندلس حين وليها الولاية الثانية من قبل ابن الحبحاب في صفر سنة ثلاث عشرة ومائة ، وغزا الإفرنج فكانت له فيهم وقائع جمّة إلى أن استشهد ، وأصيب عسكره في شهر رمضان سنة ١١٤ ، في موضع يعرف ببلاط الشهداء.
__________________
(١) يخمس : يأخذ الخمس.
(٢) ما كان عنوة : أي ما فتح حربا.
(٣) البوار : الهلاك.