٤٩ ـ ومنهم عبد الخالق بن إبراهيم الخطيب ، يكنى أبا القاسم.
قال ابن الأبار : لا أعرف موضعه من بلاد المشرق ، وكان أديبا قويّ العارضة ، مطبوع الشعر ، مديد النفس ، ومن شعره من قصيدة صنعها في وقت رحلته إلى الأندلس قوله : [بحر الطويل]
على الذلّ أو فاحلل عقال الركائب |
|
وللضّيم أو فاحلل صدور الكتائب (١) |
فإمّا حياة بعد إدراك منية |
|
وإمّا ممات تحت عزّ القواضب (٢) |
فما العيش في ظلّ الهوان بطيّب |
|
وما الموت في سبل العلاء بعائب |
٥٠ ـ ومنهم أبو محمد عبد اللطيف بن أبي الطاهر أحمد بن محمد بن هبة الله ، الهاشمي ، الصدفي.
من أهل بغداد ، يعرف بالنّرسي ، دخل الأندلس ، وكان يزعم أنه روى عن أبي الوقت السّجزي وأبي الفرج بن الجوزي (٣) وغيرهما ، وله تأليف سمّاه بالدّليل في الطريق ، من أقاويل أهل التحقيق» ذكره أبو عبد الله محمد بن سعيد الطراز وضعّفه بعد ما سمع منه ، أخذ عنه وسمع منه هو وأبو القاسم عبد الرحمن بن القاسم المغيلي وغيرهما ، وقال : ورد علينا غرناطة قريبا من سنة ثلاث عشرة وستمائة ، وتوفي ـ عفا الله تعالى عنه ـ! بإشبيلية قريبا من هذا التاريخ ، وقال فيه أبو القاسم بن فرقد : عبد اللطيف بن عبد الله (٤) الهاشمي البغدادي النرسي ، منسوب إلى قرية من قرى بغداد ، سمع صحيح البخاري من أبي الوقت السّجزي ، وروى عن غيره ، وله تآليف. قال ابن الأبار : في التصوّف ، منها تأليف في إباحة السماع ، قرأت عليه أكثره ، وقرأت عليه عوالي النقيب بمدينة إشبيلية بحومة القصر المبارك عام خمسة عشر وستمائة.
٥١ ـ ومنهم أبو بكر عمر بن عثمان بن محمد بن أحمد ، الخراساني ، الباخرزي ، الماليني.
يكنى أبا بكر ، سمع من أبي الخير أحمد بن إسماعيل الطالقاني القزويني ، وأبي يعقوب يوسف بن عمر بن أحمد الخالدي الزنجاني ، وقدم الأندلس ، وحدّث بصحيفتي الأشجّ
__________________
(١) على الذل : أي أقم على الذلّ. وللضيم : أي وتحمل الضيم. واحلل عقال الركائب : أي سافر وانتقل.
(٢) المنية والأمنية : ما يتمناه الإنسان. والقواضب : السيوف القاطعة.
(٣) في ب ، ه «وأبي الفرج الجوزي».
(٤) الذي يترجم له المقري هنا هو عبد اللطيف بن أحمد الهاشمي البغدادي النرسي وليس عبد اللطيف بن عبد الله.