٢٣٥ ـ ومنهم أبو الروح عيسى بن عبد الله بن محمد بن موسى بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن خليل ، النفزي (١) ، الحميري ، التاكرنّيّ.
قال في تاريخ إربل : كان شابا متأدبا فاضلا ، قدم مصر ، وله شعر حسن ، وقال الحافظ عبد العظيم المنذري : أنشدنا المذكور لنفسه : [بحر الكامل]
يا قلب مالك لا تفيق من الهوى |
|
أو ما يقرّ بك الزمان قرار؟ |
ألكلّ ذي وجه جميل صبوة |
|
ولكل عهد سالف تذكار؟ (٢) |
وله : [بحر البسيط]
يا رب أضحية سوداء حالكة |
|
لم ترع في البيد إلا الشمس والقمرا |
تخال باطنها في اللون ظاهرها |
|
فهي الغداة كزنجيّ إذا كفرا |
ولد سنة ٥٩٠ بتاكرنّا من بلاد الأندلس ، وهي من نظر (٣) قرطبة ، وتوفي بأرزن من ديار بكر سنة ٦٢٩ ، عائدا من آمد (٤) ، رحمه الله تعالى!.
ومن بديع شعره : [بحر البسيط]
إن أودع الطرس ما وشّاه خاطره |
|
أبدى لعينيك أزهارا وأشجارا |
وإن تهدّد فيه أو يعد كرما |
|
بثّ البرية آجالا وأعمارا |
وتاكرنا ـ بضم الكاف والراء وتخفيفها ، وشد النون ـ وورد المذكور إربل سنة سبع وعشرين وستمائة ، وله أبيات أجاز فيها أبيات (٥) شرف الدين عمر بن الفارض في غلام اسمه بركات ، قال الأسدي الدمشقي ، ومن خطه نقلت : كنت حاضرا هذه الواقعة بالقاهرة بالجامع الأزهر ، إذ قال ابن الفارض : [بحر الكامل]
بركات يحكي البدر عند تمامه |
|
حاشاه ، بل شمس الضّحى تحكيه (٦) |
__________________
(١) في ج : «النقري» تحريف.
(٢) الصبوة : مصدر صبا يصبو صبوة ؛ أي حن ومال. وفي ب : «جميل حنّة».
(٣) في أ : «من قطر قرطبة».
(٤) آمد : أعظم مدن ديار بكر وأجلها قدرا وأشهرها ذكرا ، وهي بلد قديم وحصن ركين مبني بالحجارة السود على نشز دجلة (معجم البلدان ١ / ٥٦).
(٥) في ب : «فيها قول شرف الدين».
(٦) يحكي : يشبه.