فقال أبو الروح ، وأنشدني ذلك : [بحر الكامل]
هذا الكمال فقل لمن قد عابه |
|
حسدا وآية كل شيء فيه |
لم تذو إحدى زهرتيه ، وإنما |
|
كملت بذاك ملاحة التشبيه |
وكأنه رام يغلّق جفنه |
|
ليصيب بالسهم الذي يرميه |
وقال ابن المستوفي في تاريخ إربل : أنشدني أبو الروح لنفسه : [بحر الكامل]
أوصيت قلبي أن يفرّ عن الصّبا |
|
ظنا بأنّي قد دعوت سميعا |
فأجابني لا تخش مني بعد ما |
|
أفلتّ من شرك الغرام وقوعا |
حتى إذا نادى الحبيب رأيته |
|
آوي إليه ملبيا ومطيعا |
كذبالة أخمدتها فإذا دنا |
|
منها الضرام تعلقته سريعا (١) |
قال : وأنشدني : [بحر البسيط]
وزائر زارني واللّيل معتكر |
|
والطّيب يفضحه والحلي يشهره |
أمسكت قلبي عنه وهو مضطرب |
|
والشوق يبعثه والصّون يزجره |
فبتّ أصدى إلى من لا يحللني |
|
والورد صاف ولا شيء يكدّره (٢) |
تراه عيني وكفّي لا تلامسه |
|
حتى كأني في المرآة أنظره |
قال : وأنشدني [قال : أنشدني](٣) الإمام أبو عمرو بن غياث الشريشي لنفسه رحمه الله تعالى : [بحر الطويل]
صبوت وهل عار على الحر إن صبا |
|
وقيد ثغر الأربعين إلى الصبا |
وقالوا مشيب قلت وا عجبا لكم |
|
أينكر صبح قد تخلل غيهبا (٤) |
وليس مشيبا ما ترون ، وإنما |
|
كميت الصبا لما جرى عاد أشهبا |
وتوفي أبو عمرو سنة ٦٢٠ ، عن تسعين سنة.
قال ابن المستوفي : وأنشدني (٥) أبو عمرو أيضا لنفسه : [بحر السريع]
__________________
(١) الذبالة : الفتيلة.
(٢) أصدى : أعطش كثيرا. وفي ب : «من لا يحلئني».
(٣) ما بين حاصرتين ساقط من ب ، ه.
(٤) الغيهب : الظلمة.
(٥) في ب : «قال وأنشدني».