وسمّاه ابن بشكوال في الداخلين الأندلس من التابعين ، وروي ذلك عن الحميدي ، قاله ابن الأبار ، وقال ابن يونس : وآخر من حدّث عنه بمصر حرملة بن عمران.
٤٥ ـ ومن الداخلين إلى الأندلس من المشرق عبد الله بن سعيد بن عمّار بن ياسر ، رضي الله تعالى عنه!.
وقد ذكره ابن حيان في مقتبسه ، وأخبر أن يوسف بن عبد الرحمن الفهري كتب له أن يدافع عبد الرحمن المرواني الداخل للأندلس ، وكان المذكور إذ ذاك أميرا على اليمانية من جند دمشق ، وإنما ركن إليه في محاربة عبد الرحمن لما بين بني عمّار وبني أمية من الثأر بسبب قتل عمّار بصفّين ، وكان عمّار ، رضي الله تعالى عنه ، من شيعة علي ، كرّم الله وجهه.
وهذا عبد الله بن سعيد هو جدّ بني سعيد أصحاب القلعة الذين منهم عدّة رؤساء وأمراء وكتّاب وشعراء ، ومنهم صاحب «المغرب» وغير واحد ممّن عرّفنا به في هذا الكتاب ، ومن مشاهيرهم أبو بكر محمد بن سعيد بن خلف بن سعيد ، صاحب أعمال غرناطة في مدة الملثّمين ، قال : هو القائل يفتخر : [بحر مخلع البسيط]
إن لم أكن للعلاء أهلا |
|
بما تراه فمن يكون |
فكلّ ما أبتغيه دوني |
|
ولي على همّتي ديون |
ومن يرم ما يقلّ عنه |
|
فذاك من فعله جنون |
فرع بأفق السماء سام |
|
وأصله راسخ مكين (١) |
وقوله : [بحر المجتث]
الله يعلم أنّي |
|
أحبّ كسب المعالي |
وإنّما أتوانى |
|
عنها لسوء المآل |
تحتاج للكدّ والبذ |
|
ل واصطناع الرجال |
دع كلّ من شاء يسمو |
|
لها بكلّ احتيال |
فحالهم في انعكاس |
|
بها وحالي حالي |
وتراجمهم واسعة ، وقد بسطت في «المسهب» و «المغرب» وغيرهما ، وقد قدّمنا في الباب قبل هذا من أخبار بني سعيد هؤلاء ما يثلج الصّدر فليراجع.
__________________
(١) مكين : ثابت.