فعاش ما تمنّى ، رحمه الله تعالى!.
٨٢ ـ ومنهم أبو الحسن علي بن محمد بن إسماعيل بن بشر ، الأنطاكي ، الإمام ، أبو الحسن ، التميمي (١).
نزيل الأندلس ومقريها ومسندها ، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن إبراهيم بن عبد الرزاق ومحمد بن الأخرم وأحمد بن يعقوب التائب وأحمد بن محمد بن خشيش ومحمد بن جعفر بن بيان ، وصنف قراءة ورش ، قرأ عليه جماعة : منهم أبو الفرج الهيثم الصباغ وإبراهيم بن مبشر المقرئ وطائفة آخرون من قراء الأندلس ، وسمع منه عبد الله بن أحمد بن معاذ الداراني.
قال أبو الوليد بن الفرضي : أدخل الأنطاكي الأندلس علما جمّا ، وكان بصيرا بالعربية والحساب ، وله حظّ من الفقه ، قرأ الناس عليه ، وسمعت أنا منه ، وكان إماما في القراءات (٢) ، لا يتقدّمه أحد في معرفتها في وقته ، وكان مولده بأنطاكية سنة ٢٩٩ ، ومات بقرطبة في ربيع الأول سنة ٣٧٧ ، رحمه الله تعالى!
٨٣ ـ ومنهم عمر بن مودود بن عمر ، الفارسي ، البخاري ، يكنى أبا البركات (٣)
ولد بسلماس ، ونشأ بها ، وكتب الحديث هنالك ، وتعلم العربية والفقه ، وهو من أبناء الملوك ، وانتقل إلى المغرب ، فدخل الأندلس ، ونزل مالقة في حدود ثلاثين وستمائة ، ودخل إشبيلية ، وكانت له رواية بالمشرق.
قال ابن الأبار : أجاز لي ما رواه ، ولم يسمّ أحدا من شيوخه ، وبلغني أنه سمع صحيح البخاري بالدامغان (٤) على أبي عبد الله محمد بن محمود ، وكانت إجازته لي سنة ٦٣١ ، وعاش بعد ذلك ، وتوفي بمراكش بعد الأربعين وستمائة ، وحدّث بالأندلس ، وأخذ عنه الناس ، وكان من أهل التصوّف والتحقّق بعلم الكلام ، رحمه الله تعالى!.
٨٤ ـ ومنهم الشريف الأجلّ الرحالة الشيخ نجم الدين بن مهذّب الدين.
__________________
(١) انظر ترجمته في غاية النهاية في طبقات القرّاء ج ١ ص ٥٦٤.
(٢) في ب ، ه «وكان رأسا في القراءات».
(٣) انظر ترجمته في الصلة : ٧٤. والتكملة رقم ٢٢٥٢.
(٤) الدامغان : بلد بين الري ونيسابور ، وهي قصبة قومس.