١٨٤ ـ ومنهم أبو الحسن ثابت بن أحمد بن عبد الولي ، الشاطبي.
روى عن أبي زيد عبد الرحمن بن يعيش المهري (١) ، ورحل حاجا ، فسمع منه بالإسكندرية أبو الحسن بن المفضل المقدسي ، وحدث عنه بالحديث المسلسل في الأخذ باليد عن ابن يعيش المذكور عن أبي محمد عبد العزيز بن عبد الله بن سعيد بن خلف الأنصاري عن أبي الحسن طاهر بن مفوّز ، وعليه مداره بالأندلس ، عن نصر السمرقندي بإسناده ، وفيه بعد ، قال الحافظ ابن الأبار : وقد رويته مسللا من طرق بعضها عن ابن المفضل ، وأنبأني به ابن أبي جمرة (٢) عن أبي بحر الأندلسي (٣) ، عن نصر السمرقندي ، فصار ابن المفضل بمنزلة من سمعه ممن سمعه مني ، والحمد لله تعالى ، انتهى.
١٨٥ ـ ومنهم أبو أحمد جعفر بن لبّ بن محمد بن عبد الرحمن بن يونس بن ميمون ، اليحصبي.
سكن شاطبة ، وأصله من أنشيان عملها ، ويكنى أبا الفضل أيضا ، حج وسمع أبا طاهر بن عوف والحافظ السّلفي وأبا عبد الله بن الحضرمي وأبا الثناء الحراني وبدر بن عبد الله الحبشي وأبا الحسن بن المفضل وغيرهم ، وكان من أهل العناية بالرواية مع الصلاح والعدالة ، حسن الخط ، جيد الضبط ، سماه التّجيبي في معجم مشيخته وهو في عداد أصحابه لاشتراكهما في السماع بإسكندرية وتركه هنالك ، ثم قدم عليه تلمسان من شاطبة في أضحى سنة ست وثمانين وخمسمائة ، وحكى مما أفاده عن ابن المفضل أن أبا عبد الله الكيزاني (٤) ـ وكان شاعرا مجيدا ـ أتته امرأة مات ولدها ، فسألته أن يرثيه ، فقال : [بحر المجتث]
تبكي عليه بشجو |
|
فقلت لا تندبيه |
هذا زمان عجيب |
|
قد عاش من مات فيه |
وأخذ عنه الحافظ أبو الربيع بن سالم وقال : إنه توفي بعد التسعين وخمسمائة ، رحمه الله تعالى!.
__________________
(١) في ج : المهروي. وفي التكملة : الهروي.
(٢) في ج : «حمزة».
(٣) في ب ، ه : «الأسدي».
(٤) هو الفقيه أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن ثابت الأنصاري المتوفى سنة ٥٦٠ ه (انظر وفيات الأعيان ج ٤ ص ٤٦١ رقم الترجمة ٦٧٨).