ومن عجب العشق أنّ القتيل |
|
يحنّ ويصبو إلى القاتل (١) |
وقال : [بحر الوافر]
ألم أجعل مثار النّقع بحرا |
|
على أنّ الجياد له سفين (٢) |
وقال : [بحر البسيط]
أصبحت أحلب تيسا لا مدرّ له |
|
والتّيس من ظنّ أنّ التيس محلوب |
وأما الحكيم أبو محمد المصري (٣) وهو القائل : [بحر الطويل]
رعى الله دهرا قد نعمنا بطيبه |
|
لياليه من شمس الكؤوس أصائل (٤) |
ونرجسنا درّ على التّبر جامد |
|
وخمرتنا تبر على الدّرّ سائل |
فقد ترجمه في «الذخيرة» فليراجع ، فإن الذخيرة غريبة في البلاد المشرقية. وقد كان عندي بالمغرب من هذا النوع ما أستعين به ، فخلفته هنالك ، والله تعالى يلم الشمل. وقد ذكر فيها أنه مغربي سافر إلى مصر ، فقيل له «المصري» لذلك ، فليعلم ، والله تعالى أعلم.
٦٤ ـ ومن الوافدين على الأندلس أشهب بن العضد الخراساني.
قال ابن سعيد : أنشدنا لمّا وفد على ابن هود في إشبيلية قصيدة ابن النبيه : [بحر الكامل]
طاب الصّبوح لنا فهاك وهات
وادعاها ، وفيها :
في روضة غنّا تخال طيورها |
|
وغصونها همزا على ألفات (٥) |
ولم أجد هذا البيت في قصيدة ابن النبيه ، انتهى.
٦٥ ـ ومن الوافدين على الأندلس من المشرق أبو الحسن البغدادي الفكيك.
وهو مذكور في الذخيرة ، وكان حلو الجواب ، مليح التندر ، يضحك من حضر ، ولا يضحك هو إذا ندّر ، وكان قصيرا دميما.
__________________
(١) في ه : «ومن أعجب» ومعنى هذا البيت متصل بقول الآخر :
خليلي ـ فيما عشتما ـ هل رأيتما |
|
قتيلا بكى من حب قاتله قبلي |
(٢) النقع : الغبار.
(٣) هو أبو محمد عبد الله بن خليفة ـ المصري. انظر ترجمته في الذخيرة ٤ / ١ : ٦٩ ـ ١٠٥.
(٤) الأصيل : بعد العصر وقبل المغرب ، وجمعه : أصائل ، وأصل ، وأصلان ، وأصال.
(٥) غنّا : غناء ، قصره لأجل الوزن.