الهاء أثبته أبو الوليد بن الفرضي من تاريخه ، والأول عندي أصح ، والله تعالى أعلم ، انتهى.
٢٨٠ ـ ومنهم ضرغام بن عروة بن حجاج بن أبي فريعة ، واسمه زيد ، مولى عبد الرحمن بن معاوية والداخل معه إلى الأندلس ، من أهل لبلة (١) ، له رحلة إلى المشرق ، وكان فقيها ، ذكره الرازي.
٢٨١ ـ ومنهم عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عامر بن أبي عامر ، المعافري.
من أهل قرطبة ، وأصله من الجزيرة الخضراء ، وهو والد المنصور بن أبي عامر ويكنى أبا حفص ، سمع الحديث ، وكتبه عن محمد بن عمر بن لبابة وأحمد بن خالد ومحمد بن فطيس وغيرهم ، ورحل إلى المشرق فأدى الفريضة ، وكان من أهل الخير والدين والصلاح والزهد والقعود عن السلطان ، أثنى عليه الراوية أبو محمد الباجي وقال : كان لي خير صديق أنتفع به وينتفع بي ، وأقابل معه كتبه وكتبي ، ومات منصرفه من حجه ، ودفن بمدينة طرابلس المغرب ، وقيل : بموضع يقال له رقّادة ، وكان رجلا عالما صالحا ، وقال بعضهم : إنه توفي في آخر خلافة عبد الرحمن الناصر.
٢٨٢ ـ ومنهم أبو محمد عبد الله بن حمود ، الزبيدي ، الإشبيلي ، ابن عم أبي بكر محمد بن الحسن ، الزبيدي ، اللغوي.
كان من مشاهير أصحاب أبي علي البغدادي ، ورحل إلى المشرق فلم يعد إلى الأندلس ، ولازم السيرافي في بغداد إلى أن توفي ، فلازم بعده صاحبه أبا علي الفارسي ببغداد والعراق ، وحيثما جال ، واتبعه إلى فارس ، وحكى أبو الفتوح الجرجاني أن أبا علي البغدادي غلّس لصلاة (٢) الصبح في المسجد ، فقام إليه أبو محمد الزبيدي من مذود كان لدابته خارج الدار قد بات فيه أو أدلج إليه ليكون أول وارد عليه ، فارتاع منه ، وقال : ويحك! من تكون؟ قال : أنا عبد الله الأندلسي ، فقال له : إلى كم تتبعني؟ والله إنه ليس على وجه الأرض أنحى منك (٣) ، وكان من كبار النحاة وأهل المعرفة التامة والشعر ، وجمع شرحا لكتاب سيبويه ، ويقال : إنه توفي ببغداد سنة ٣٧٣ (٤).
__________________
(١) لبلة : مدينة في غرب الأندلس حسنة ، متوسطة القدر ، لها سور منيع (انظر صفة جزيرة الأندلس ص ١٦٩).
(٢) غلّس لصلاة الصبح : خرج إليها وقت الغلس ، وهو قبل أن يسفر الصبح.
(٣) في ب ، ه : «إن على وجه الأرض أنحى منك» محرفا. وأنحى منك : أعرف منك بالنحو.
(٤) في ب ، ه : «سنة ٣٧٢».