شيوخ سوء ليس يرضى بما |
|
ترضى به من المخازي صبي |
ومن نظم أبي حيان قوله : [بحر الخفيف]
إن علما تعبت فيه زماني |
|
باذلا فيه طارفي وتلادي |
لجدير بأن يكون عزيزا |
|
ومصونا إلا على الأجواد |
وقوله : [بحر الطويل]
ومالك والإتعاب نفسا شريفة |
|
وتكليفها في الدهر ما ليس يعذب |
أرحها فعن قرب تلاقي حمامها |
|
فتنعم في دار البقا أو تعذب |
واستشكل هذان البيتان بأن ظاهرهما خلاف الشرع ، وأجيب بأن مراده أمر الرزق ، لا أمر التكليف.
وأفاد غير واحد أن سبب رحلة الشيخ أبي حيان عن الأندلس أنه نشأ شر بينه وبين شيخه أحمد بن علي بن الطباع فألف أبو حيان كتابا سماه «الإلماع ، في إفساد إجازة ابن الطباع» فرفع ابن الطباع أمره للأمير محمد بن نصر المدعوّ بالفقيه ، وكان أبو حيان كثير الاعتراض عليه أيام قراءته عليه ، فنشأ شر عن ذلك ، وذكر أبو حيان أنه لم يقم بفاس إلا ثلاثة أيام ، وأدرك فيها أبا القاسم المزياتي ، وخرج أبو حيان من الأندلس سنة تسع وسبعين وستمائة.
٢١٧ ـ وكان جماعة من أعلام الأندلس رحلوا منها ، فلما وصلوا إلى العدوة أقاموا بها ، ولم يذهبوا إلى البلاد المشرقية ، منهم الشيخ النحوي الناظم الناثر أبو الحسن حازم بن محمد القرطاجنّي ، وهو القائل يمدح أمير المؤمنين المستنصر بالله صاحب تونس : [بحر الطويل]
أمن بارق أورى بجنح الدجى سقطا |
|
تذكرت من حلّ الأجارع فالسقطا |
وبان ولكن لم يبن عنك ذكره |
|
وشطّ ولكن طيفه عنك ما شطا (١) |
حبيب لو ان البدر جاراه في مدى |
|
من الحسن لاستدنى مدى البدر واستبطا |
إذا انتجعت مرعى خصيبا ركابه |
|
غدا لحظ عيني يشتكي الجدب والقحطا |
لقد أسرعت عني المطيّ بشادن |
|
تسرع في قتل النفوس وما أبطا |
ظننت الفلا دار ابن ذي بزن بها |
|
وخلت المحاريب الهوادج والغبطا (٢) |
فكم دمية للحسن فيها وصورة |
|
تروق وتمثال من الحسن قد خطا |
__________________
(١) بان : بعد. وشط : بعد أيضا.
(٢) الغبطا : وهي الغبيط ؛ أي ما يوضع على ظهر البعير لتركب المرأة فيه.