له أصحابه في ذلك ، فقال : إن هذه الدعوة لا تنقطع من هذه البقعة إلّا أن (١) تقوم الساعة ، هكذا ذكره غير واحد ، وقد كشف الغيب خلاف ذلك ، فلعلّ الرواية موضوعة أو مؤولة ، والله تعالى أعلم.
وذكره ابن عساكر في تاريخه ، وطوّل ترجمته ، وقال : إنّ صنعاء المنسوب إليها قرية من قرى الشام ، وليست صنعاء اليمن ، وقد قيل : إنه لم يرو عن حنش الشاميون ، وإنما روى عنه المصريون ، وحدّث حنش عن عبد الله بن عباس أنه قال له : إن استطعت أن تلقى الله تعالى وسيفك حليته حديد فافعل. وكان عبد الملك بن مروان حين غزا المغرب مع معاوية بن حديج (٢) نزل عليه بإفريقية سنة خمسين ، فحفظ له ذلك ، فعفا عنه حين أتي به في وثاق حين ثار مع ابن الزبير ، وسئل أبو زرعة عن حنش فقال : ثقة ، ولم يذكر ابن عساكر أن حنشا لقب له ، وأن اسمه حسين ، بل اقتصر على اسمه حنش ، ولعلّه الصواب ، لا ما قاله ابن وضاح ، والله تعالى أعلم.
وفي تاريخ ابن الفرضي أبي الوليد أنّ حنشا كان بسرقسطة ، وأنه الذي أسّس جامعها ، وبها مات ، وقبره بها معروف عند باب اليهود بغربي المدينة.
وفي تاريخ ابن بشكوال أنه أخذ أيضا قبلة جامع إلبيرة ، وعدّل وزن قبلة جامع قرطبة الذي هو فخر الأندلس.
٤ ـ ومن التابعين الداخلين (٣) للأندلس أبو عبد الله علي بن رباح ، اللخمي.
ذكر ابن يونس في تاريخ مصر أنه ولد سنة خمس عشرة عام اليرموك ، وكان أعور ذهبت عينه يوم ذات السّواري في البحر مع عبد الله بن سعد سنة أربع وثلاثين ، وكان يفد لليمانية من أهل مصر على عبد الملك بن مروان ، وكانت له من عبد العزيز بن مروان منزلة ، وهو الذي زفّ أمّ البنين بنت عبد العزيز إلى الوليد بن عبد الملك ، ثم عنت (٤) عليه عبد العزيز فأغزاه إفريقية ، فلم يزل بإفريقية إلى أن توفي بها ، ويقال : كانت وفاته سنة أربع عشرة ومائة. قال ابن بشكوال : أهل مصر يقولون : علي بن رباح ، بفتح العين ، وأما أهل العراق فعليّ ، بضم العين ، وقد سبق هذا الكلام عن ابن معين في الباب الثاني. وقال : وقال ابنه موسى بن علي : من قال لي موسى بن عليّ بالتصغير لم أجعله في حلّ.
__________________
(١) في ب : إلى أن تقوم الساعة.
(٢) في ج : «مع معاوية بن خديج» بالخاء المعجمة. وهو تحريف.
(٣) في ب : ومن الداخلين من التابعين.
(٤) عنت عليه : شدد عليه ، وأكرهه على أن يلزم ما يصعب عليه أداؤه أو احتماله.