هلاك المرء أن يضحى |
|
مجدّا في علائقها (١) |
وذو التقوى يذللها |
|
فيسلم من بوائقها (٢) |
وأخذ القراءات ببلده عن أبي العباس بن عيشون وشريح بن محمد ، وروى عنهما وعن أبي عبد الله بن عبد الرزاق الكلبي ، وروى مصنف النسائي عن أبي مروان بن مسرة ، وتصدى للإقراء ، ثم انتقل إلى فاس ، وحج ودخل العراق ، وقرأ بواسط القراءات وأقرأها أيضا ، ودخل الشام واشتهر ذكره ، وجل قدره ، وروى عنه أبو محمد عبد الحق الإشبيلي الحافظ ، وعلي بن يونس ، قال بعضهم : سمعت غير واحد يقول : ليس بالغرب أعلم بالقراءات من ابن الطحان ، قرأ عليه الأثير أبو الحسن محمد بن أبي العلاء وأبو طالب بن عبد السميع وغيرهما ، رحم الله تعالى الجميع!.
٢٦١ ـ ومنهم أبو الأصبغ عبد العزيز بن خلف ، المعافري.
قدم مصر سنة ٥٠٢ ، وولد سنة ٤٤٨ ، وحدث بالموطإ عن سليمان بن أبي القاسم ، أنبأنا أبو عمر بن عبد البر ، أنبأنا سعيد بن نصر ، عن قاسم بن أصبغ عن محمد بن وضاح عن يحيى بن يحيى عن مالك بن أنس إمام دار الهجرة ، رضي الله تعالى عنه!.
٢٦٢ ـ ومنهم أبو محمد عبد العزيز بن عبد الله بن ثعلبة ، السعدي ، الشاطبي (٣).
قدم مصر ودمشق طالب علم ، وسمع أبا الحسن بن أبي الحديد وأبا منصور العكبري وغيرهما ، وصنف (٤) غريب الحديث لأبي عبيد القاسم بن سلام على حروف المعجم ، وسمعه عليه أبو محمد الأكفاني ، وتوفي بأرض حوران من أعمال دمشق في رمضان سنة ٤٦٥ ، رحمه الله تعالى ورضي عنه!.
٢٦٣ ـ ومنهم الحكيم الطبيب أبو الفضل محمد بن عبد المنعم ، الغساني ، الجلياني.
وهو عبد المنعم بن عمر بن عبد الله بن أحمد بن خضر بن مالك بن حسان ، ولد بقرية جليانة من أعمال غرناطة سابع المحرم سنة ٥٣١ ، وقدم إلى القاهرة ، وسار إلى دمشق فسكنها مدّة ، ثم سافر إلى بغداد فدخلها سنة ٦٠١ ، ونزل بالمدرسة النظامية ، وكتب الناس عنه كثيرا
__________________
(١) علائقها : جمع علاقة ، وهي الارتباط.
(٢) البوائق : جمع بائقة ، وهي المصيبة ، الشر.
(٣) انظر ترجمته في التكملة ص ٦٢٣.
(٤) في التكملة : «ورتب غريب الحديث» وهو أصح.