الأندلسي بنيسابور يقول : سمعت أبا علي الحسن بن علي الأنصاري البطليوسي ، قال ابن عساكر : وقد لقيته ، ولم أسمعها منه ، قال : سمعت أبا علي الحسن بن إبراهيم بن تقي الجذامي المالقي يقول : سمعت بعض الشيوخ يقول : قيل لأبي ذر الهروي : أنت من هراة ، فمن أين تمذهبت لمالك والأشعري؟ فقال : إني قدمت بغداد أطلب الحديث ، فلزمت الدارقطني فلما كان في بعض الأيام كنت معه ، فاجتاز به القاضي أبو بكر بن الطيب ، فأظهر الدارقطني من إكرامه ما تعجبت منه ، فلما فارقه قلت : أيها الشيخ الإمام من هذا الذي أظهرت من إكرامه ما رأيت؟ فقال : أو ما تعرفه؟ قلت : لا ، فقال : هذا سيف السنة أبو بكر الأشعري ، فلزمت القاضي منذ ذلك ، واقتديت به في مذهبه ، انتهى.
١٩٣ ـ ومنهم أبو علي الحسن بن علي بن الحسن بن عمر ، الأنصاري ، البطليوسي.
رحل إلى المشرق ، فأدى الفريضة ، وتجوّل هناك ، ولقي أبا الحسن بن المفرّج الصقلي وأبا عبد الله الفراوي ، فسمع منهما الصحيحين بعلوّ ، وسمع من أبي الفتح ناصر بن أبي علي الطوسي سنن أبي داود ، وحدّث بالموطإ عن أبي بكر الطّرطوشي ، وله أيضا رواية عن زاهر بن الشّحّامي وعبد المنعم بن عبد الكريم القشيري وأبي محمد الحريري سمع منه مقاماته الخمسين ببستانه (١) من بغداد ، ونزل بمكة ، وجاور بها ، وحدث فيها وفي غيرها ، وأسن ، وكان ثقة مسندا يروي عنه أبو عبد الله بن أبي الصيف اليمني وأبو حفص بن شراحيل الأندلسي وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم الإربلي ، وسمع منه في صفر سنة ست وستين وخمسمائة ، وقد لقيه أبو القاسم بن عساكر الحافظ وروى عنه.
١٩٤ ـ ومنهم أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الأنصاري.
من أهل المرية عمل بلنسية ، ويعرف بابن الرّهبيل ، سمع من أبي الحسن بن النعمة كثيرا ، واختص به ، وعنه أخذ القراءات ، وسمع من ابن هذيل أيضا ، ثم رحل حاجا ، فلقي بالإسكندرية سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة أبا طاهر السّلفي وأبا عبد الله بن الحضرمي ، وسمع منهما ، وجاور بمكة ، وأخذ بها عن أبي الحسن علي بن حميد الطرابلسي صحيح البخاري ، وكان يرويه عن أبي مكتوم عيسى بن أبي ذر الهروي عن أبيه ، وسمع أيضا من أبي محمد المبارك بن الطباخ البغدادي ، وأجاز له أبو المفاخر سعيد بن الحسين الهاشمي وأبو محمد عبد
__________________
(١) أبو محمد الحريري : هو القاسم بن علي بن محمد بن عثمان الحريري البصري الحرامي. اشتهر بتأليفه المقامات سائرا على طريق بديع الزمان الهمذاني في تأليفها. وعدد مقاماته خمسون. انظر مقدمة مقامات الحريري طبعة دار الكتاب اللبناني بيروت تحقيق يوسف البقاعي وشرحه.