واستجل راحا بها تحيا النفوس إذا |
|
دارت براح شماميس ورهبان (١) |
حمراء صفراء بعد المزج كم قذفت |
|
بشهبها من همومي كل شيطان |
كم رحت في الليل أسقيها وأشربها |
|
حتى انقضى ونديمي غير ندمان |
سألت توماس عمن كان عاصرها |
|
أجاب رمزا ولم يسمح بتبيان |
وقال : أخبرني شمعون ينقله |
|
عن ابن مريم عن موسى بن عمران |
بأنها سفرت بالطّور مشرقة |
|
أنوارها فكنوا عنها بنيران |
وهي المدام التي كانت معتّقة |
|
من عهد هرمس من قبل ابن كنعان |
وهي التي عبدتها فارس فكنى |
|
عنها بشمس الضحى في قومه ماني (٢) |
سكرت منها فلا صحو وجدت بها |
|
على الندامى وليس الشح من شاني |
وسوف أمنحها أهلا وأنشده |
|
ما قيل فيها بترجيع وألحان |
حتى تميل لها أعطافه طربا |
|
وينثني الكون من أوصاف نشوان |
وهذه وإن لم تكن في دمشق على الخصوص فلا تخرج عما نحن بصدده ، والأعمال بالنيات ، وديباجة هذه القصيدة على نسج طائفة من الصوفية ، وممن حاك هذه البرود الشيخ الأكبر رحمه الله تعالى ، وقيل : إنه الشيخ شعبان النحوي.
رجع :
وقال بعضهم : [بحر البسيط]
شوقي يزيد وقلب الصّبّ ما بردا |
|
وبان يأسي من المعشوق حين غدا |
ومدمعي قنوات ، والعذول حكى |
|
ثورى ، يلوم الفتى في عشقه حسدا |
على مغنية بالجنك جاوبها |
|
شبّابة كم بها من عاشق سهدا |
فالبدر جبهتها ، والردف ربوتها ، |
|
وخلّها مات في خلخالها كمدا |
ولنذكر نبذة خوطبت به من علماء الشام وأدبائه حفظ الله تعالى كمالهم ، وبلغ آمالهم!.
فمن ذلك قول شيخ الإسلام ، مفتي الأنام ، سيدي الشيخ عبد الرحمن العمادي الحنفي حفظه الله تعالى ، وكتبه لي بخطه : [بحر السريع]
__________________
(١) الشماميس : جمع شماس ، وهو رجل دين عند المسيحيين دون الكاهن.
(٢) ماني : أحد أنبياء الفرس.