الفقيه المالكي ولد سنة ٥٦٤ ، وقدم القاهرة وناب في الحسبة ، وله شعر حسن توفي بالقاهرة سنة ٦٣٤ ، رحمه الله تعالى!.
٢٦٧ ـ ومنهم طالوت بن عبد الجبار ، المعافري ، الأندلسي.
دخل مصر ، وحج ولقي إمامنا مالك بن أنس رضي الله تعالى عنه ، وعاد إلى قرطبة ، وكان ممن خرج على الحكم بن هشام بن عبد الرحمن من أهل ربض شقندة (١) يريد خلعه وإقامة أخيه المنذر ، وزحفوا إلى قصره بقرطبة ، فحاربهم ، وقتلهم ، وفر من بقي منهم ، فاستتر الفقيه طالوت عاما عند يهودي ، ثم ترامى على صديقه أبي البسّام الكاتب ليأخذ له أمانا من الحكم ، فوشى به إلى الحكم ، وأحضره إليه فعنفه ووبخه ، فقال له : كيف يحل لي أن أخرج إليك وقد سمعت مالك بن أنس يقول : سلطان جائر مدة خير من فتنة ساعة؟ فقال : الله تعالى لقد سمعت هذا من مالك؟ فقال طالوت : اللهم إني قد سمعته ، فقال : انصرف إلى منزلك وأنت آمن ، ثم سأله : أين أستتر؟ فقال : عند يهودي مدة عام ، ثم إني قصدت هذا الوزير فغدر بي ، فغضب الحكم على أبي البسّام وعزله عن وزارته ، وكتب عهدا أن لا يخدمه أبدا ، فرئي أبو البسام بعد ذلك في فاقة وذل ، فقيل : استجيبت فيه دعوة الفقيه طالوت ، رحمه الله تعالى!.
٢٦٨ ـ ومنهم أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن محمد ، ضياء الدين ونظامه ، ابن خروف الأديب ، القيسي ، القرطبي ، القيذافي ، الشاعر
قدم إلى مصر ، ثم سار إلى حلب ومات بها مترديا في جب حنطة سنة ٦٠٣ وقيل : في التي بعدها ، وقيل : سنة خمس وستمائة ، وله شرح كتاب سيبويه ، وحمله إلى صاحب المغرب فأعطاه ألف دينار ، وله شرح جمل الزجاجي ، وكتب في الفرائض وردّ على أبي زيد السهيلي ، وغير ذلك ، ومدح الأفضل ابن السلطان صلاح الدين ومدح الظاهر بن الناصر أيضا.
وشعره جيد ، فمنه قوله في كأس : [بحر مجزوء الرمل]
أنا جسم للحميّا |
|
والحميّا لي روح (٢) |
بين أهل الظرف أغدو |
|
كل يوم وأروح |
وقال في صبيّ حبس : [بحر الوافر]
__________________
(١) شقندة : قرية بعدوة نهر قرطبة ، فيها اجتمع العجم يتشاورون في حرب العرب ، ويحضون بعضهم بعضا على أن يكونوا يدا واحدة ، وقدموا على لذريق بسبب ذلك. (انظر صفة جزيرة الأندلس ص ١٠٤).
(٢) الحميّا : الخمر.