أقاضي المسلمين حكمت حكما |
|
غدا وجه الزمان به عبوسا (١) |
حبست على الدراهم ذا جمال |
|
ولم تسجنه إذ سلب النفوسا |
وقال : [بحر البسيط]
ما أعجب النيل ما أحلى شمائله |
|
في ضفّتيه من الأشجار أدواح (٢) |
من جنة الخلد فياض على ترع |
|
تهب فيها هبوب الريح أرواح |
ليست زيادته ماء كما زعموا |
|
وإنما هي أرزاق وأرباح |
والقيذافي : بقاف ، ثم ياء آخر الحروف ، بعدها ذال معجمة ، ثم ألف ، وفاء.
وله رسالة كتب بها إلى بهاء الدين بن شداد بحلب يطلب منه فروة ، وهي : [بحر الهزج]
بهاء الدين والدنيا |
|
ونور المجد والحسب |
طلبت مخافة الأنوا |
|
ء من جدواك جلد أبي |
وفضلك عالم أني |
|
خروف بارع الأدب |
حلبت الدهر أشطره |
|
وفي حلب صفا حلبي |
ذو الحسب الباهر ، والنسب الزاهر ، يسحب ذيول سير السيراء ، ويحبّ النحاة (٣) من أجل القرّاء ، ويمن على الخروف النبيه ، بجلد أبيه ، قاني الصباغ ، قريب عهد بالدباغ ، ما ضل طالب قرظه ولا ضاع ، بل ذاع ثناء صانعه وضاع (٤) ، إذا طهر إهابه ، يخافه البرد ويهابه ، أثيث خمائل الصوف ، يهزأ بكل هوجاء عصوف ، ما في اللباس له ضريب ، إذا نزل الجليد والضريب (٥) ، ولا في الثياب له نظير ، إذا عري من ورقه الغصن النّضير ، والمولى يبعثه فرجي النوع ، أرجي الضوع ، يكون تارة لحافا وتارة بردا ، وهو في الحالين يحيى حرّا ويميت بردا ، لا كطيلسان ابن حرب ، ولا كجلد عمرو الممزق بالضرب ، إن عزاه السواد إلى حام فحام ، أو نماه البياض إلى سام فسام ، كأنه من جلد جمل الحرباء ، الذي يرعى القمر والنجم ، لا من جلد السّخلة الجرباء ، التي ترعى الشجر والنجم ، لا زال مهديه سعيدا ، ينجز للأخيار وعدا وللأشرار وعيدا ، بالمنة والطول ، والقوة والحول.
__________________
(١) أقاضي المسلمين : الهمزة أداة نداء للقريب ، وقاضي المسلمين منادى.
(٢) أدواح : جمع دوحة ، وهي الشجرة العظيمة المتسعة.
(٣) في ه : «ويحب النجاة من أجل القراء».
(٤) ضاع يضوع ضوعا ـ المسك ونحوه : تحرك فانتشرت رائحته.
(٥) الضريب : الثلج ، والصقيع.