٢٥٨ ـ ومنهم أبو عثمان سعيد الأعناقي ، ويقال : العناقي ، القرطبي.
كان ورعا زاهدا عالما بالحديث بصيرا بعلله ، سمع من محمد بن وضاح وصحبه ومن يحيى بن إبراهيم بن مزين ومحمد بن عبد السلام الخشني وغيرهم ، ورحل فلقي جماعة من أصحاب الحديث منهم نصر بن مرزوق كتب عنه مسند أسد بن موسى وغير ذلك من كتبه ، ويونس بن عبد الأعلى ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم والحارث بن مسكين في آخرين ، وحدث عنه أحمد بن خالد وابن أيمن ومحمد بن قاسم وابن أبي زيد في عدد كثير ، ومولده سنة ٢٣٣ ، وتوفي سنة ٣٠٥ بصفر.
والأعناقي : نسبة إلى موضع يقال له أعناق وعناق.
٢٥٩ ـ ومنهم أبو المطرف عبد الرحمن بن خلف ، التجيبي ، الإقليشي.
روى عن أبي عثمان سعيد بن سالم المجريطي وأبي ميمونة دارس (١) بن إسماعيل فقيه فاس ، ورحل حاجا سنة ٣٤٩ ، فسمع بمكة من أبي بكر الآجري وأبي حفص الجمحي ، وبمصر من أبي إسحاق بن شعبان ، وروى عنه كتاب «الزاهي» جميعه وقد قرىء عليه جميعه ، وحمل عنه ، ومولده سنة ٣٠٣ (٢) رحمه الله تعالى!
٢٦٠ ـ ومنهم أبو الأصبع عبد العزيز بن علي ، المعروف بابن الطحان ، الإشبيلي ، المقري.
ولد بإشبيلية سنة ٤٩٨ ، ورحل فدخل مصر والشام وحلبا ، وتوفي بحلب بعد سنة ٥٥٩ ، وله كتاب «نظام الأداء ، في الوقف والابتداء» ومقدمة في مخارج الحروف ، ومقدمة في أصول القراءات ، وكتاب «الدعاء» وكان من القراء المجوّدين الموصوفين بالإتقان ، ومعرفة وجوه القراءات ، وسمع الحديث على شريح بن محمد بن أحمد بن شريح الرعيني خطيب إشبيلية وأبي بكر يحيى بن سعادة القرطبي.
وله شعر حسن منه قوله : [بحر الهزج]
دع الدنيا لعاشقها |
|
سيصبح من رشائقها |
وعاد النفس مصطبرا |
|
ونكّب عن خلائقها (٣) |
__________________
(١) في ب ، ه : «دراس بن إسماعيل».
(٢) كذا في ج ، ه. وفي ابن الفرضي «٣٠٠» وفي أ«٣١٣».
(٣) نكب عن الطريق : مال عنه. ونكّب عن خلائقها : أي مل عن خلائق النفس.