٧١ ـ ومنهم أبو إسحاق إبراهيم بن خلف بن منصور ، الغساني ، الدمشقي ، المعروف بالسنهوري (١)
وسنهور : من بلاد مصر ، روى عن أبي القاسم بن عساكر وأبي اليمن الكندي وأبي المعالي الفراوي وأبي الطاهر الخشوعي وغيرهم.
قال أبو العباس النباتي : قدم علينا ـ يعني إشبيلية ـ سنة ثلاث وستمائة ، وسمّى جماعة من شيوخه ، وحكي أنه كان يروي موطّأ أبي مصعب وصحيح مسلم بعلوّ.
وقال أبو سليمان بن حوط الله : أجازني وابني محمدا جميع ما رواه عن شيوخه الذين منهم أبو الفخر فناخسرو بن فيروز الشيرازي ، وذكر أنّ روايته بنزول ؛ لأنه لم يرحل إلّا بعد وفاة الشيوخ المشاهير بهذا الشأن.
وقال أبو الحسن بن القطان ، وسمّاه في شيوخه : قدم علينا تونس سنة اثنتين وستمائة ، واستجزته لابني حسن فأجازه وإياي ، قال : وانصرف من تونس إلى المغرب ، ثم الأندلس ، وقدم علينا بعد ذلك مراكش مفلتا من الأسر ، فظهر في حديثه عن نفسه تجازف واضطراب وكذب زهّد فيه ، وأثر ذلك انصرف إلى المشرق راجعا ، وقد كان إذا أجاز ابني كتب بخطّه جملة من أسانيده وسمّى كتبا منها الموطأ والصحيحان وغير ذلك ، قال : وقد تبرأت من عهدة جميعه لما أثبتّ من حاله ، وحدّثني أبو القاسم بن أبي كرامة صاحبنا بتونس أنّ السنهوري هذا لمّا انصرف إلى مصر امتحن بملكها الكامل محمد بن العادل أبي بكر بن أيوب لأجل معاداته أبا الخطاب بن الجميّل ، فضرب بالسياط ، وطيف به على جمل مبالغة في إهانته ، انتهى.
وقال بعض المؤرخين في حقّه ، ما نصّه : الشيخ المحدّث الرحالة إبراهيم السنهوري صاحب الرحلة إلى البلاد ، دخل الأندلس كما ذكره ابن النجار وغيره ، وهو الذي ذكر لمشايخ الأندلس وعلمائها أنّ الشيخ أبا الخطاب بن دحية يدّعي أنه قرأ على جماعة من شيوخ الأندلس القدماء ، فأنكروا ذلك وأبطلوه وقالوا : لم يلق هؤلاء ولا أدركهم ، وإنما اشتغل بالطلب أخيرا ، وليس نسبه بصحيح فيما يقوله ، ودحية لم يعقب ، فكتب السنهوري محضرا وأخذ خطوطهم فيه بذلك ، وقدم به ديار مصر ، فعلم أبو الخطاب بن دحية بذلك ، فاشتكى إلى السلطان منه ، وقال : هذا يأخذ عرضي ويؤذيني ، فأمر السلطان بالقبض عليه ، فقبض وضرب بالسّياط وأشهر على حمار ، وأخرج من ديار مصر ، وأخذ ابن دحية المحضر وحرقه ، ولم يزل ابن دحية على
__________________
(١) انظر التكملة : ص ١٧٦.