أرسلت طرفي مرتادا فطلّ دمي |
|
روض من الحسن مطلول أزاهره (١) |
رعيت في خصبه لحظي فأعقبني |
|
جدبا بجسمي ما يرويه هامره |
وبي وإن لم أكن بالذكر أشهره |
|
فالوصف فيه لفقد المثل شاهره |
وهي طويلة ، وأثنى عليه أثير الدين أبو حيّان ، وأورد جملة من محاسن كلامه وبدائع نظامه ، رحم الله تعالى الجميع!.
٢٥٥ ـ ومنهم أبو يحيى زكريا بن خطاب ، الكلبي ، التّطيلي.
رحل سنة ٢٩٣ ، فسمع بمكة كتاب «النسب» للزبير بن بكار من الجرجاني الذي حدث به عن علي بن عبد العزيز بن الجمحي عن الزبير ، وروى موطأ مالك بن أنس رواية أبي مصعب أحمد بن عبد الملك الزهري عن إبراهيم بن سعيد الحذاء ، وسمع بها من إبراهيم بن عيسى الشيباني والقزاز في آخرين ، وقدم الأندلس فكان الناس (٢) يرحلون إليه إلى تطيلة للسماع منه ، واستقدمه المستنصر الحكم وهو ولي عهد فسمع منه أكثر مروياته ، وسمع منه جماعة من أهل قرطبة ، وكان ثقة مأمونا ، ولي قضاء بلدة تطيلة إحدى مدائن الأندلس بعد عمر بن يوسف بن الإمام.
٢٥٦ ـ ومنهم سعد الخير بن محمد بن سعد ، أبو الحسن ، الأنصاري ، البلنسي ، المحدّث.
رحل إلى أن دخل الصين ، ولذا كان يكتب البلنسي الصيني ، وركب البحار ، وقاسى المشاق ، وتفقه ببغداد على أبي حامد الغزالي ، وسمع بها أبا عبد الله النعال (٣) وطرادا وغيرهما ، وبأصبهان أبا سعد المطرز ، وسكنها وتزوّج بها وولدت له فاطمة بها ، ثم سكن بغداد ، وروى عنه ابن عساكر وابن السمعاني وأبو موسى المديني وأبو اليمن الكندي وأبو الفرج بن الجوزي وابنته فاطمة بنت سعد الخير في آخرين ، وتأدب على أبي زكريا التبريزي ، وتوفي في المحرم سنة ٥٤١ ، رحمه الله تعالى! ببغداد ، وصلى عليه الغزنوي والشيخ الواعظ بجامع القصر ، وكان وصيه ، وحضر جنازته قاضي القضاة الزينبي والأعيان ، ودفن إلى جانب عبد الله بن (٤) الإمام أحمد بن حنبل رضي الله تعالى عنهم أجمعين بوصية منه.
٢٥٧ ـ ومنهم أبو عثمان سعيد بن نصر بن عمر بن خلفون ، الإستجي.
سمع بقرطبة من قاسم بن أصبغ وابن أبي دليم وغيرهما ، ورحل فسمع بمكة من ابن الأعرابي ، وببغداد من أبي علي الصفار وجماعة ، وبها مات.
__________________
(١) طل دمي : أبطله.
(٢) في أ : «وكان الناس».
(٣) في ه : «النعالي».
(٤) في ب : «ابن الإمام».