وكان لهم يبغي المثوبة والرضا |
|
ولكن أبوا إلا العقوبة والسخطا |
ولو قوبلت بالشكر منه مآرب |
|
لما اعتاض منها أهلها الأثل والخمطا (١) |
هو الناصر المنصور والملك الذي |
|
أعاد شباب الدهر من بعدما اشمطّا |
أصاخت له الأيام سمعا وطاعة |
|
وأحكمت الدنيا له عهدها ربطا |
فلا بد من أن يملك الأرض كلّها |
|
وأن تملأ الدنيا إيالته قسطا (٢) |
ويغزو في آفاق أندلس العدا |
|
بجيش تخطّ الأرض ذبّله خطا (٣) |
وكل جواد خف سنبكه فما |
|
يمس الثرى إلا مخالسة فرطا (٤) |
يؤم بها الأعداء ملك أمامه |
|
من الرعب جيش يسرع السير إن أبطا |
ويرمى جبال الفتح من شط سبتة |
|
بها فتوافي سبّقا ذلك الشطا |
بحيث التقى بالخضر موسى وطارق |
|
وموسى به رحلا لغزو العدا حطا |
وسعيك ينسي ذكر سعيهما به |
|
ويوسع سعي المشركين به حبطا |
ويوقع في الأعداء أعظم وقعة |
|
بها تملأ الأسماع طير الملا لغطا |
تجاوب سحم الطير فيه وشهبها |
|
كما راطن الزنج النبيط أو القبطا |
وتنكر فيها الجو والأرض أعين |
|
ترى الجو نارا والصعيد دما عبطا |
فتخضب منهم من أشابت بخوفها |
|
نصول ترى منها بفود الدجى وخطا |
ويحسم أدواء العدا كل صارم |
|
حسام إذا لاقى الطلى حدّه قطّا |
وكل كميّ كلما خط صفحة |
|
بسيف غدا بالرمح ينقط ما خطا |
شجاع إذا التفّ الرماحان مثل ما |
|
تقلقل في أسنان مشط يد مشطا |
إذا ما رجت منه أعاديه غرة |
|
رأت دون ما ترجو القتادة والخرطا |
فيجدع آناف العداة بسيفه |
|
وينشقها بالرمح ريح الردى قسطا (٥) |
__________________
(١) الأثل : شجر صلب الخشب جيده يكثر قرب الماء في الأراضي الرملية. والخمط : كل شجر لا شوك له.
(٢) في ب : «إيالته قسطا».
(٣) في أ :
ويغزو وفي آفاق أندلس العدا |
|
بجيش يخطّ الأرض من قبله خطّا |
(٤) فرطا : سبقا وإسراعا.
(٥) في الديوان : وينشقها بالرمح ريح الردى سعطا. وفي ب : سعطا.