سحبنا بها برد الشباب وشربنا |
|
لدينا كما شئنا لذيذ مروّق |
مواطن منها السهم سهمي وظله |
|
تخبّ مطايا اللهو فيه وتعنق |
جلا جانبيه معلم متجعد |
|
من الماء في أطلاله يتدفق (١) |
إذا الشمس حلت متنه فهو مذهب |
|
وإن حجبتها دوحه فهو أزرق |
وإن فرج الأوراق جادت بنورها |
|
فرقم أجادته الأكفّ منمّق (٢) |
يطل عليه قاسيون كأنه |
|
غمام معلى أو نعام معلق |
تسافر عنه الشمس قبل غروبها |
|
وترجف إجلالا له حين تشرق |
وتصفرّ من قبل الأصيل كأنها |
|
محب من البين المشتّت مشفق (٣) |
وفي النّيرب الميمون للبّ سالب |
|
من المنظر الزاهي وللطرف مومق |
بدائع من صنع القديم رضائع |
|
تأنّق فيها المحدث المتأنق (٤) |
رياض كوشي للبرود يشقها |
|
جداولها فالنّور بالماء يشرق |
فمن نرجس يخشى فراق فريقه |
|
ترى الدمع في أجفانه يترقرق |
ومن كل ريحان مقيم وزائر |
|
يصافح رياه الرياض فتعبق |
كأن قدود السرو فيه موائسا |
|
قدود عذارى ميلها مترفق |
إذا ما تدلّت للشقائق صدّها |
|
عيون من النور المفتح ترمق (٥) |
وقصر يكلّ الطرف عنه كأنه |
|
إلى النسر نسر في السماء معلق |
وكم جدول جار يطارد جدولا |
|
وكم جوسق عال يوازيه جوسق (٦) |
وكم بركة فيها تضاحك بركة |
|
وكم قسطل للماء فيه تدفق |
وكم منزل يعشي العيون كأنما |
|
تألق فيها بارق يتألق |
وفي الربوة الفيحاء للقلب جاذب |
|
وللهم مسلاة وللعين مرفق (٧) |
عروس جلاها الدهر فوق منصة |
|
من الدهر والأبصار ترمى وترمق |
فهام بها الوادي ففاضت عيونه |
|
فكل قرار منه بالدمع يشرق |
__________________
(١) في ب : «كلا جانبه ..».
(٢) النور ، بفتح النون وسكون الواو : الزهر.
(٣) مشفق : خائف.
(٤) في ب ، ه : «بدائع من صنع القديم ومحدث».
(٥) ترمق : تنظر.
(٦) الجوسق : القصر ، الحصن.
(٧) في ب : «مرقق».