تجرعوا كأس خمر الحب مترعة |
|
ظلوا سكارى وظنوا غيهم رشدا |
وعاسل القدّ معسول مقبله |
|
كالغصن لما انثنى والبدر حين بدا |
رقيم عارضه كهف لعاشقه |
|
يأوي إليه فكم في حيّه شهدا (١) |
نادمته وثغور البرق باسمة |
|
والغيث ينزل منحلا ومنعقدا |
كأن جلّق حيا الله ساكنها |
|
أهدت إلى الغور من أزهارها مددا |
فاسترسل الجوّ منهلّا يزيد على |
|
«ثورى» ويعقد محلول الندى «بردا» (٢) |
وقال أيضا : [بحر الطويل]
فؤادي إلى بانات جلق مائل |
|
ودمعي على أنهارها يتحدّر |
يرنّحني لوز ابن كلّاب مزهرا |
|
وتهتزني أغصانه وهو مثمر |
وإني إلى زهر السفر جل شيق |
|
إذا ما بدا مثل الدراهم ينثر |
غياض يفيض الماء في عرصاتها |
|
فتزهو جمالا عند ذاك وتزهر |
ترى بردى فيها يجول كأنه |
|
وحصباءه سيف صقيل مجوهر |
وبي أحور لاح العذار بخدّه |
|
يسامح قلبي في هواه ويعذر |
يحاورني فيه على الصبر صاحبي |
|
وكيف أطيق الصبر والطرف أحور |
إذا اشتقت وادي النيربين لمحته |
|
فأنظر معناه به وهو أنضر |
حوى الشرف الأعلى من الحسن خده |
|
على أن ميدان العوارض أخضر |
وما أحسن قوله رحمه الله تعالى : [بحر الكامل]
واد به أهل الحبيب نزول |
|
حيّا معاهده الحيا والنيل (٣) |
واد يفوح المسك من جنباته |
|
ويصحّ فيه للنسيم عليل |
يشتاقه ويودّ لثم ترابه |
|
شوقا ولكن ما إليه سبيل |
متقلقل الأحشاء مسلوب الكرى |
|
طلق الدموع فؤاده متبول |
يصبو إلى الأثلاث من وادي الغضى |
|
ويحن إن خطرت هناك شمول |
__________________
(١) شهدا : شهداء ، وقصره لضرورة القافية. وفي ب : «في حبّه شهدا».
(٢) في ب ، ه : «فاسترسل الجود».
(٣) الحيا : المطر.