في عام ألف وثلاثين خلت |
|
من هجرة الهادي وسبعة تلت |
ألبسه الله البرود الضافيه |
|
من منّه وعفوه والعافيه |
بجاه سيد البرايا طرّا |
|
ملجأ من إلى الكروب اضطرا |
عليه أسنى صلوات تسدي |
|
حسن الختام ببلوغ القصد |
وسأل مني بعض ساكني دمشق المحروسة أن أقرظ له على شرحه لرسالة العارف بالله تعالى سيدي الشيخ أرسلان ، فكتبت ما صورته : [بحر الرجز]
أحمد من خصص بالأسرار |
|
قدما من الصوفية الأبرار |
أتاحهم عوارف المعارف |
|
والحكم السابغة المطارف |
فهم بهم تستمطر الأنواء |
|
وتظهر الأنوار والأضواء |
ومن أجلّهم سناء وسنى |
|
من ذاد عن عين المعالي الوسنا (١) |
شيخ الشيوخ العارف الكبير |
|
الشيخ أرسلان الشهير |
فكم إشارات له أبانا |
|
بها علوما من حلاها ازدانا |
وكم عبارات تلا آياتها |
|
تعيا الفحول عن مدى غاياتها |
ومن رأى رسالة التوحيد |
|
له انتحى مناهج التسديد |
فهي تنادي من أبي أن يسلكا |
|
يا معرضا شرك خفيّ كلّكا |
ومن أضل القصد في مهامه |
|
هدته للخروج عن أوهامه (٢) |
وكم بها من باب معنى مغلق |
|
عمن يقيد الوجود المطلق |
فما بغير الفتح يدرى الباطن |
|
ووارد الفيض له مواطن |
وقد رأيت في دمشق الشام |
|
شرحا لها أنبأ عن إلهام |
للكلشنيّ ذي الوفا بالوعد |
|
شمس العلا محمد بن سعد |
لا زال في أوج التجلي صاعدا |
|
وعون ربنا له مساعدا |
ومذ أجلت ناظري في حسنه |
|
ألفيته مستبدعا في فنه |
__________________
(١) السناء : الشرف والرفعة : والسنى : النور. وذاد : دفع. والوسن : النوم.
(٢) المهامه : جمع مهمه ، وهي الصحراء الواسعة التي لا ماء فيها.