يا نجل شاهين البديع الحلى |
|
تملّ بالعز الطويل المديد |
وفز بخصل السّبق بين الملا |
|
وسر بنهج للمعالى سديد |
ورد مع الأحباب عذبا حلا |
|
منتظما من الأماني البديد (١) |
وارفل على طول المدى في ملا |
|
مسرة راقت وعز جديد |
والوالد المحروس بالله ، لا |
|
بعدّة الخلق ولا بالعديد |
ومن نثرها : سيدي الذي في الأجياد من عوارفه أطواق (٢) ، وفي البلاد من معارفه ما تشهد به الفطر (٣) السليمة والأذواق ، وتشتدّ إلى مجده المطنب الذي لا يحطّ له رواق الأشواق ، وتعمر بفوائده وفرائده من الآداب الأسواق ، وتنقطع دون نداه السحب السواكب ، وتقصر عن مداه في السّمو الكواكب ، والله سبحانه له واق ، المولى الذي ألقت إليه البلاغة أفلاذها واتخذت البراعة طاعته عصمتها وملاذها ، إذ بذّ (٤) أفرادها وأفذاذها ، وأمطرت سماء أفكاره ، على كل محبّ أوكاره ، طائر في جو أو مستقر في أوكاره ، صيبها ورذاذها ، وفاخرت دمشق بعلاه وحلاه أقطار البسيطة وبغذاذها (٥).
ومنها : أبقاه الله تعالى وحقيقة وعوده ينمقها المجاز ، وحقيقة سعوده لا يطرقها المجاز.
ومنها : فأنت الذي نفّست عني مخنّقا ، وأصفيت مشربي وكان مرنّقا (٦) ، وكاثرت بما به آثرت ، وما استأثرت ـ رمل النقا (٧) فلو رآك المأمون بن الرشيد ، لعلم أنك المتمنى ببيتي الغناء الذي غنى به والنشيد : [بحر الطويل]
وإني لمشتاق إلى قرب صاحب |
|
يروق ويصفو إن كدرت لديه |
عذيري من الإنسان لا إن جفونه |
|
صفا لي ، ولا إن كنت طوع يديه (٨) |
__________________
(١) رد : فعل أمر من ورد. ومنتظما : جامعا شاملا. والبديد : المشتت.
(٢) الأجياد : جمع جيد ، وهو العنق. والعوارف : جمع عارفة وهي المعروف ، والأطواق : جمع طوق ، وهو غل يجعل في العنق.
(٣) الفطر جمع فطرة ، وهي صفة الإنسان الطبيعية.
(٤) بذ : فاق وغلب.
(٥) بغذاذ : بغداد.
(٦) مرنقا : مكدرا.
(٧) رمل النقا : مفعول به للفعل كاثرت.
(٨) في ب : «لا إن جفوته».