فالله يبقيكم لدينا وكفى |
|
(مصليا على الرسول المصطفى) |
تترى عليه دائما منعطفا |
|
(وآله المستكملين الشرفا) |
ومن ذلك ما كتبه لي بعض الأصحاب ممن كان يقرأ علي بالمغرب (١) ، وصورته:سيدنا وسيد أهل الإسلام ، حامل راية علوم الأمة الأحمدية ، على صاحبها الصلاة والسلام ، آية الله في المعاني والمعالي ، وحسنة الأيام والليالي ، وواسطة عقود الجواهر واللآلي ، إمام مذهب مالك والأشعري والبخاري ، والواقدي والخليل (٢) ، العلامّة القدوة السيد الكبير الشهير الجليل ، ذو الأخلاق العذبة المذاق ، والشمائل المفصحة عن طيب الأصول والأعراق ، كبير زمانه دون منازع ، وعالم أوانه من غير منكر ولا مدافع ، شيخنا ومعلمنا ومفيدنا وحبيب قلوبنا مولانا شيخ الشيوخ أبو العباس أحمد بن محمد المقريّ المغربي التلمساني نزيل فاس ثم الديار المصرية ، حفظه الله تعالى في مواطن استقراره! ورفع درجته بإشادة فخاره على مناره! عن شوق يود له الكاتب أن لو كان في طي كتابه ، وتوق إلى مشاهدتكم هو الغاية في بابه ، بعد إهداء السلام المحفوف بأنواع التحيات والكرامات والبركات ، الدائم ما دامت في الوجود السكنات والحركات ، لمقامكم الأكبر ، ومحفلكم الأشهر ، ومن تعلق بأذيالكم أو كان مستمطرا لنوالكم ، أو صبت عليه شآبيب أفضالكم (٣) ، من أهل ومحب وصاحب وخديم ، هذا وإنه ينهي إلى الوداد القديم ، أن أهل المغرب الأدنى والأقصى حاضرة وبادية ، كلهم يتفكهون بل يتقوتون بذكركم ، ويشتاقون لرؤية وجهكم (٤) ، ويتلذذون بطيب أخباركم ، وإن كان المغرب الآن في تفاقم أحوال ، وتراكم أهوال ، في الغاية مدائن وبوادي ، لا سيما مدينة فاس فإنها في شر عظيم ، وأميرها مولاي عبد الملك مات في السنة السابعة والثلاثين بل في ذي الحجة قبلها ، وفي المحرم من سنة سبع وثلاثين ، توفي ملك المغرب السلطان أبو المعالي زيدان وبويع من بعده ابنه مولاي عبد الملك ، وتقاتل مع أخويه الأميرين الوليد وأحمد وهزمهما ، وإلى الله عاقبة الأمور ، وأهل داركم بفاس بخير وعافية ، ونعم ضافية ، سوى ما أدركهم من طول الغيبة ، نسأل الله تعالى أن يملأ بقدومكم العيبة ، ومحبكم الأكبر ، ووليكم لأصغر ، سيد أهل المغرب اليوم وشيخ الطريقة ، والمربى في سلوك أهل الحقيقة ، العارف بالله الشيخ الرباني ، ذو
__________________
(١) كاتب هذه الرسالة هو علي بن عبد الواحد الأنصاري المتوفى في الجزائر سنة ١٠٥٤ ه. كان فقيها محدثا ، له مؤلفات كثيرة.
(٢) الخليل : هو الخليل بن أحمد الفراهيدي اللغوي النحوي ، صانع علم العروض.
(٣) الشآبيب : جمع شؤبوب : وهو الدفعة من المطر.
(٤) في ه : «وجوهكم» وليس بشيء.