وفي تهذيب الأحكام (١) : عليّ بن الحسين (٢) ، عن محمّد بن عبد الله بن زرارة ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن أبان بن عثمان الأحمر ، عن كثير النّوا ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ أنّه قال ، وقد ذكر يوم عاشوراء : وهذا اليوم الّذي تاب الله فيه على قوم يونس ـ عليه السّلام ـ.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٣) : حدّثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل قال : قال لي أبو عبد الله ـ عليه السّلام ـ : ما ردّ الله ـ عزّ وجلّ ـ العذاب إلّا عن قوم يونس. وكان يونس يدعوهم إلى الإسلام ، فيأبوا ذلك ، فهمّ أن يدعو عليهم. وكان فيهم رجلان ، عابد وعالم. وكان اسم أحدهما مليخا (٤) ، والآخر اسمه روبيل. وكان العابد يشير على يونس بالدّعاء عليهم ، وكان العالم ينهاه ويقول : لا تدع (٥) عليهم ، فإنّ الله يستجيب لك ولا يحبّ هلاك عباده.
فقبل قول العابد ، ولم يقبل قول العالم ، فدعا عليهم.
فأوحى الله إليه : يأتيهم العذاب في سنة كذا وكذا ، وفي شهر كذا وكذا ، وفي يوم كذا وكذا.
فلمّا قرب الوقت ، خرج يونس من بينهم مع العابد وبقي العالم فيهم. فلمّا كان ذلك اليوم ، نزل العذاب.
فقال العالم لهم : يا قوم ، افزعوا إلى الله ـ عزّ وجلّ ـ فلعلّه يرحمكم فيردّ العذاب عنكم.
فقالوا : كيف نصنع؟
قال : اجتمعوا واخرجوا إلى المفازة ، وفرّقوا بين النّساء والأولاد وبين الإبل وأولادها وبين البقر وأولادها وبين الغنم وأولادها ، ثمّ ابكوا وادعوا.
فذهبوا وفعلوا ذلك وضجّوا وبكوا ، فرحمهم الله وصرف عنهم العذاب. وفرّق العذاب على الجبال ، وقد كان نزل وقرب منهم. فأقبل يونس لينظر كيف أهلكهم الله ، فرأى الزّارعين يزرعون في أرضهم.
__________________
(١) التهذيب ٤ / ٣٠٠ ، ح ٩٠٨. لخّص المؤلف الخبر.
(٢) المصدر : علي بن الحسن.
(٣) تفسير القمّي ١ / ٣١٧ ـ ٣١٨.
(٤) مرّ في الحديث السابق : أنّ اسمه «تنوخا».
(٥) كذا في المصدر. وفي النسخ : لا تدعوا.