بن المستنير (١) ، عن ثوير (٢) بن أبي فاختة ، وذكر حديثا طويلا ستقف عليه إذا لزم إن شاء الله ـ تعالى ـ. وفيه يقول ـ عليه السّلام ـ : (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ) ، يعني : بأرض لم تكسب عليها الذّنوب ، بارزة ليس عليها جبال ولا نبات ، كما دحاها أوّل مرّة. ويعيد عرشه على الماء ، كما كان أوّل مرّة ، مستقلّا بعظمته وقدرته.
(لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) : متعلّق ب «خلق» ، أي : خلق ذلك ، كخلق من خلق ، ليعاملكم معاملة المبتلي لأحوالكم كيف تعملون. فإنّ جملة ذلك أسباب وموادّ لوجودكم ومعاشكم وما تحتاج إليه أعمالكم ، ودلائل وأمارات تستدلّون بها وتستنبطون منها.
وإنّما جاز تعليق فعل البلوى ، لما فيه من معنى العلم من حيث أنّه طريق إليه ، كالنّظر والاستماع.
وإنّما ذكر صيغة التّفضيل والاختبار الشّامل ، لفرق المكلّفين باعتبار الحسن والقبح ، للتّحريض على أحاسن المحاسن والتّحضيض على التّرقّي دائما من مراتب العمل والعلم. فإنّ المراد بالعمل ما يعمّ عمل القلب والجوارح.
وفي أصول الكافي (٣) : عليّ بن إبراهيم ، [عن أبيه] (٤) عن القاسم بن محمّد ، عن المنقريّ ، عن سفيان بن عيينة ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً).
قال : ليس معنى : أكثركم (٥) عملا ، ولكن أصوبكم عملا. وإنّما الإصابة خشية الله والنّيّة الصّادقة. والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.
وروى العامّة (٦) : عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ : أيّكم أحسن عقلا (٧) ، وأورع عن محارم الله ، وأسرع في طاعة الله.
__________________
(١) كذا في المصدر ، وجامع الرواة ١ / ٣٧٠. وفي النسخ : سالم بن المستنير.
(٢) كذا في المصدر ، وجامع الرواة ١ / ١٤١. وفي النسخ : ثور.
(٣) الكافي ٢ / ١٦ ، صدر ح ٤.
(٤) من المصدر.
(٥) المصدر : «يعني : أكثر» بدل «معنى : أكثركم».
(٦) أنوار التنزيل ١ / ٤٦٢.
(٧) ب : عملا.