بقوله : (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) (١). فلمّا علم إبراهيم أنّ عهد الله [بالإمامة] (٢) لا ينال عبدة الأصنام قال : (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ) (٣). واعلم أنّ من آثر المنافقين على الصّادقين والكفّار على الأبرار ، فقد افترى على الله إثما عظيما. إذ كان قد بيّن في كتابه الفرق بين المحقّ والمبطل والطّاهر والنّجس والمؤمن والكافر ، وأنّه لا يتلو النّبيّ عند فقده إلّا من حلّ محلّه صدقا وعدلا وطهارة وفضلا.
وفي أمالي شيخ الطّائفة (٤) ـ قدّس سرّه ـ ، بإسناده إلى أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ أنّه كان يوم الجمعة يخطب على المنبر ، فقال : والّذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة ، ما من رجل من قريش جرت عليه المواسي (٥) إلّا وقد نزلت فيه آية من كتاب الله ـ عزّ وجلّ ـ.
أعرفها ، كما أعرفه.
فقام إليه رجل ، فقال : يا أمير المؤمنين ، ما آيتك الّتي أنزلت فيك؟
فقال : إذا سألت فافهم ، ولا عليك أن لا تسأل عنها غيري. أقرأت سورة هود؟
قال : نعم ، [يا أمير المؤمنين.
قال : أفسمعت الله يقول : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ)؟
قال : نعم] (٦).
قال : الّذي على بيّنه من ربّه محمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ. و [الذي] (٧) يتلوه شاهد منه ، [وهو الشاهد وهو منه وأنا عليّ بن أبي طالب وأنا منه] (٨) أنا الشّاهد وأنا منه.
وفي مجمع البيان (٩) : عن الحسين بن عليّ ـ عليهما السّلام ـ : شاهد من الله ، محمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ.
وعلى هذا (فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ) يعمّ كلّ مؤمن مخلص ذو بصيرة في دينه ، وهذا لا ينافي في نزوله في النّبيّ والوصيّ. وإلى التّعميم نظر من فسّر الشّاهد بالقرآن ، أي : شاهد من الله يشهد بصحّته.
__________________
(١) لقمان / ١٣.
(٢) من المصدر.
(٣) إبراهيم / ٣٥.
(٤) أمالي الطوسي ١ / ٣٨١ ـ ٣٨٢.
(٥) كذا في المصدر. وفي النسخ : المواثيق.
(٦) ما بين المعقوفتين ليس في ب.
(٧) من المصدر.
(٨) من المصدر. (٩) مجمع البيان ٣ / ١٥٠.