وفي الخرائج والجرائح (١) : روي عن محمّد بن زيد الرّزامي (٢) قال : كنت في خدمة الرّضا ـ عليه السّلام ـ لمّا جعله المأمون وليّ عهده. فأتاه رجل [من الخوارج] (٣) في كمّه مدية (٤) مسمومة. وقد قال لأصحابه : والله ، لآتينّ هذا الّذي يزعم أنّه ابن رسول الله ـ وقد دخل لهذا الطّاغية فيما (٥) دخل ـ فأسأله عن حجّته. فإن كان له حجّة ، وإلّا أرحت النّاس منه.
فأتاه ، واستأذن عليه ـ عليه السّلام ـ فأذن له. فقال له أبو الحسن ـ عليه السّلام ـ. أجيبك عن مسألتك على شريطة تفي (٦) لي بها. فقال : وما هذه الشّريطة؟ قال : إن أجبتك بجواب يقنعك وترضاه ، تكسر الّتي (٧) في كمّك وترمي بها (٨).
فبقي الخارجيّ متحيّرا ، وأخرج المدية وكسرها. ثمّ قال له : أخبرني عن دعواك مع هذا (٩) الطّاغية فيما دخلت له ـ وهم عندك كفّار ، وأنت ابن رسول الله ـ ما حملك على هذا؟
فقال أبو الحسن ـ عليه السّلام ـ : أرأيت (١٠) هؤلاء أكفر عندك أم عزيز مصر وأهل مملكته!؟ أليس هؤلاء على حال يزعمون أنّهم موحّدون ، وأولئك لم يوحّدوا الله ولم يعرفوه!؟ وأنّ يوسف بن يعقوب نبيّ ابن نبيّ ، وقال لعزيز (١١) مصر ـ وهو كافر ـ (١٢) : (اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ). وكان يجالس الفراعنة (١٣). وأنا رجل من ولد رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ أجبرني على هذا الأمر ، وأكرهني عليه. فما الّذي أنكرت ونقمت عليّ!؟
فقال : لا عتب عليك. أشهد أنّك ابن نبيّ الله ، وأنّك صادق.
__________________
(١) الخرائج ٢ / ٧٦٦ ، ح ٨٦.
(٢) كذا في المصدر وجامع الرواة ٢ / ١١٥. وفي النسخ : الرازيّ.
(٣) يوجد في المصدر وب.
(٤) المدية ـ بالتثليث ـ : السكّين العظيمة العريضة.
(٥) كذا في المصدر. وفي النسخ : ما.
(٦) كذا في المصدر. وفي النسخ : توفي.
(٧) كذا في المصدر. وفي النسخ : الّذي.
(٨) كذا في المصدر. وفي النسخ : به.
(٩) المصدر : دخولك لهذا.
(١٠) كذا في المصدر. وفي النسخ : أرأيتك.
(١١) المصدر : «يسأل العزيز» بدل «قال لعزيز».
(١٢) المصدر : زيادة «فقال».
(١٣) المصدر : كان يجلس مجالس الفراعنة.