القمر (١) ، فأبطأ [طلوع] (٢) القمر [عليه] (٣) ، فسأل عمّن يعلم موضعه ، فقيل له : ها هنا عجوز تعلم [علمه] (٤). فبعث إليها ، فاتي بعجوز مقعدة عمياء.
فقال : تعرفين قبر يوسف ـ عليه السّلام ـ؟
قالت : نعم.
قال : فأخبريني بموضعه.
فقالت : لا أفعل حتّى تعطيني خصالا ، تطلق رجلي ، وتعيد إليّ بصري ، وتردّ إليّ شبابي ، وتجعلني معك في الجنّة.
فكبر ذلك على موسى ، فأوحى الله إليه : إنّما تعطي عليّ ، فأعطها ما سألت. ففعل ، فدلّته على قبر يوسف ـ عليه السّلام ـ واستخرجته من شاطئ النّيل في صندوق مرمر. فلمّا أخرجه طلع القمر ، فحمله إلى الشّام ، فلذلك يحمل أهل الكتاب موتاهم إلى الشّام. وهو يوسف بن يعقوب ـ عليه السّلام ـ وما ذكر الله ـ عزّ وجلّ ـ في القرآن غيره.
وفي روضة الكافي (٥) : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن بريد (٦) الكنّاسيّ ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : إنّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ كان نزل على رجل بالطّائف قبل الإسلام ، فأكرمه. فلمّا أن بعث الله محمّدا ـ صلّى الله عليه وآله ـ إلى النّاس قيل للرّجل : أتدري من الّذي أرسله الله ـ عزّ وجلّ ـ إلى النّاس؟
قال : لا.
قالوا : هو محمّد بن عبد الله ، يتيم أبي طالب ، وهو الّذي كان نزل [بك] (٧) بالطّائف يوم كذا وكذا ، فأكرمته.
قال : فقدم الرّجل على رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ فسلّم عليه وأسلم ، ثمّ قال له : تعرفني ، يا رسول الله؟
قال : ومن أنت؟
قال : أنا ربّ المنزل الّذي نزلت به بالطّائف في الجاهليّة يوم كذا وكذا ،
__________________
(١) ليس في أ.
(٢ و ٣ و ٤) من المصدر.
(٥) الكافي ٨ / ١٥٥ ، ح ١٤٤.
(٦) المصدر : يزيد.
(٧) من المصدر.