يخرجونكم من باب هدى ، لا تعلّموهم فهم أعلم منكم ، يزول الحقّ معهم أينما زالوا غيري؟
قالوا : اللهمّ ، لا.
وعن عليّ (١) ـ عليه السّلام ـ أنّه سأله بعض اليهود ، فقال : أين يسكن نبيّكم من الجنّة؟
قال : في أعلاها درجة وأشرفها مكانا ، في جنّات عدن.
قال : صدقت ، والله ، إنّه لبخطّ هارون وإملاء موسى.
وفي أصول الكافي (٢) : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيّوب ، عن أبي المغرا ، عن محمّد بن سلام ، عن أبان بن تغلب قال : سمعت أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ يقول : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : من أراد أن يحيى حياتي ويموت ميتتي ويدخل جنّة عدن الّتي غرسها الله بيده ، فليوال (٣) عليّ بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ ، وليتولّ وليّه ، وليعاد عدوّه ، وليسلّم للأوصياء من بعده ، فإنّهم عترتي من لحمي ودمي ، أعطاهم الله فهمي وعلمي ، إلى الله أشكو أمر أمّتي المنكرين (٤) لفضلهم القاطعين فيهم صلتي ، وأيم الله ، ليقتلنّ (٥) ابني لا أنالهم الله شفاعتي.
وفيمن لا يحضره الفقيه (٦) : في خبر بلال ، عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ الّذي يذكر فيه صفة الجنّة قال : فقلت لبلال : هل وسطها غيرها؟
قال : نعم ، جنّة عدن وهي في وسط الجنان ، وأمّا جنّة عدن فسورها ياقوت أحمر وحصاها اللؤلؤ.
(وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ) : عطف على المرفوع في «يدخلون» ، وإنّما ساغ للفصل بالضّمير الآخر. أو مفعول معه ، والمعنى : أنّه يلحق بهم من صلح من أهلهم وإن لم يبلغ مبلغ فضلهم ، تبعا لهم وتعظيما لشّأنهم. وهو دليل على أنّ الدّرجة تعلو بالشّفاعة ، وأنّ الموصوفين بتلك الصّفات يقترن بعضهم ببعض لما بينهم من القرابة والوصلة في دخول الجنّة زيادة في أنسهم.
__________________
(١) الخصال ٢ / ٤٧٧ ، ح ٤٠.
(٢) الكافي ١ / ٢٠٩ ، ح ٥.
(٣) المصدر : فليتولّ.
(٤) كذا في المصدر. وفي النسخ : المنكرون.
(٥) كذا في المصدر. وفي النسخ : لتقتلنّ.
(٦) الفقيه ١ / ١٩٣ ، ح ٩٠٥.