قال : أفيعد بما لا يفي به ، فكيف قال : (يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ) وقال ـ عزّ وجلّ ـ : (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ) وقد فرغ من الأمر؟ فلم يحر (١) جوابا.
وفي هذا المجلس (٢) ـ أيضا ـ قال الرّضا ـ عليه السّلام ـ : إنّ من الأمور أمورا موقوفة عند الله ـ تعالى ـ يقدّم منها ما يشاء ويؤخّر ما يشاء [ويمحو ما يشاء] (٣) ، يا سليمان ، إنّ عليّا ـ عليه السّلام ـ كان يقول : العلم علمان : فعلم علّمه الله ملائكته ورسله [فلما علّمه ملائكته ورسله] (٤) فإنّه يكون ولا يكذّب نفسه ولا ملائكته ورسله. وعلم عنده مخزون لم يطلع عليه أحدا من خلقه ، يقدّم منه ما يشاء ، ويؤخّر منه ما يشاء ، [ويمحو ما يشاء ، ويثبت ما يشاء.] (٥).
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٦) : حدّثني أبي ، عن النّضر بن سويد ، عن يحيى الحلبيّ ، عن عبد الله بن مسكان ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : إذا كان ليلة القدر نزلت الملائكة والرّوح والكتبة إلى سماء الدّنيا فكتبوا (٧) ما يكون من قضاء الله ـ تبارك وتعالى ـ في تلك السنة (٨) فإذا أراد الله أن يقدّم شيئا أو يؤخّره أو ينقص شيئا [أو يزيده] (٩) أمر الملك (١٠) أن يمحو ما يشاء ثمّ أثبت الّذي أراد.
قلت : [وكلّ شيء] (١١) هو عند الله مثبت في كتاب؟
قال : نعم.
قلت : فأيّ شيء يكون بعده؟
قال : سبحان الله ، ثمّ يحدث الله ـ أيضا ـ ما يشاء ـ تبارك وتعالى ـ.
وفي أصول الكافي (١٢) : محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحجّال ، عن أبي إسحاق ، ثعلبة ، عن زرارة بن أعين ، عن أحدهما ـ عليهما السّلام ـ قال : ما عبد الله
__________________
(١) لم يحر جوابا : أي : لم يردّ.
(٢) العيون ١ / ١٤٦ ، ح ١.
(٣) من المصدر.
(٤) من المصدر.
(٥) ليس في المصدر.
(٦) تفسير القمّي ١ / ٣٦٦ ـ ٣٦٧.
(٧) المصدر : فيكتبون.
(٨) كذا في المصدر. وفي النسخ : الليلة.
(٩) من المصدر.
(١٠) المصدر : الله.
(١١) ليس في أ ، ب.
(١٢) الكافي ١ / ١٤٦ ، ح ١.