وفي روضة الواعظين (١) للمفيد ـ رحمه الله ـ : قال الباقر ـ عليه السّلام ـ : (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) عليّ بن أبي طالب عنده علم الكتاب الأوّل والآخر.
وفي شرح الآيات الباهرة (٢) : ذكر الشّيخ محمّد بن يعقوب ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن ابن أذينة ، عن بريد بن معاوية ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ في قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) قال : إيّانا عنى ، وعليّ أوّلنا وخيرنا وأفضلنا بعد النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ.
وروى (٣) أيضا ، عن رجاله ، بإسناده إلى جابر بن عبد الله قال : سمعت أبا جعفر ـ عليه السّلام ـ : يقول : ما ادّعى أحد من النّاس أنّه جمع القرآن كلّه ، كما أنزل (٤) ، إلّا كذّاب. وما جمعه وحفظه ، كما أنزل [الله] (٥) ، إلّا عليّ بن أبي طالب والأئمّة من بعده ـ عليهم السّلام ـ.
وروى الشّيخ المفيد (٦) ـ رضي الله عنه ـ ، عن رجاله حدّيثا (٧) مسندا إلى سلمان الفارسيّ ـ رضي الله عنه ـ قال : قال لي أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ : [يا سلمان] (٨) الويل كلّ الويل لمن لا يعرف لنا حقّ معرفتنا وأنكر فضلنا ، يا سلمان ، أيّما أفضل محمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ أو سليمان بن داود؟
قال سلمان : فقلت : بل محمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ.
فقال : يا سلمان ، هذا آصف من برخيا قدر أن يحمل عرش بلقيس من سبأ إلى فارس في طرفة عين وعنده علم من الكتاب ، ولا أقدر أنا وعندي علم ألف كتاب ، أنزل الله منها على شيث بن آدم خمسين صحيفة ، وعلى إدريس النّبيّ ثلاثين صحيفة ، وعلى إبراهيم الخليل عشرين صحيفة ، وعلم التّوراة والإنجيل والزّبور والفرقان؟
قلت : صدقت ، يا سيّدي.
فقال : اعلم ، يا سلمان ، أنّ الشّاكّ في أمورنا وعلومنا كالممتري في معرفتنا
__________________
(١) نور الثقلين ٢ / ٥٢٤ ، ح ٢١٦.
(٢) تأويل الآيات ١ / ٢٣٨ ، ح ١٩.
(٣) تأويل الآيات ١ / ٢٣٩ ، ح ٢٠.
(٤) كذا في المصدر. وفي النسخ : أنزله.
(٥) ليس من المصدر.
(٦) تأويل الآيات ١ / ٢٤ ، ح ٢٤.
(٧) ليس من المصدر.
(٨) من المصدر.