يوجب اتّساع جهة محاذاته؛ لأنّ ذلك لا يقتضي استقبال العين؛ إذ لو اُخرجت خطوطٌ متوازيةٌ من مواقف البعيد المتباعدة المتّفقة الجهة على وجهٍ يزيد على جرم الكعبة لم تتّصل الخطوط أجمع بالكعبة ضرورةً ، وإلّا لخرجت عن كونها متوازية.
وبهذا يظهر الفرق بين العين والجهة ، ويترتّب عليه بطلان صلاة بعض الصفّ المستطيل زيادةً عن قدر الكعبة لو اعتُبر مقابلة العين.
والقول بأنّ البعيد فرضه الجهة أصحّ القولين في المسألة ، خلافاً للأكثر (١) حيث جعلوا المعتبر للخارج عن الحرم استقباله ، استناداً إلى روايات ضعيفة (٢).
ثمّ إن علِمَ البعيد بالجهة بمحراب معصومٍ أو اعتبار رصديٍّ ، وإلّا عوَّل على العلامات المنصوبة لمعرفتها نصّاً أو استنباطاً.
«وعلامة» أهل «العراق ومن في سمتهم» كبعض أهل خراسان ممّن يقاربهم في طول بلدهم «جَعلُ المغرب على الأيمن والمشرق على الأيسر والجَدي (٣)» حال غاية ارتفاعه أو انخفاضه «خَلْفَ المنكب الأيمن».
____________________
١) كالشيخين في المقنعة : ٩٥ ، والنهاية : ٦٣ ، وسلّار في المراسم : ٦٠ ، وابن البرّاج في المهذّب ١ : ٨٤ ، وابن حمزة في الوسيلة : ٨٥.
٢) راجع الوسائل ٣ : ٢٢٠ ، الباب ٣ من أبواب القبلة ، الحديث ١ و ٢ ، والصفحة ٢٢١ ، الباب ٤ من الأبواب ، الحديث ١ و ٢ ، اُنظر المناهج السويّة : ٢٦.
٣) المشهور بين أهل اللغة أنّه مكبَّر ، وقد يصغّر ليتميّز عن البرج ، وهو نجمٌ مضيءٌ معروف يدور مع الفرقدين حول القطب الشمالي كلّ يوم وليلة دورة كاملة ، وغاية ارتفاعه أن يكون على جهة السماء والفرقدان إلى الأرض ، وغاية انخفاضه عكسه ، الحواشي للمحقّق الخوانساري : ١٧٤.