وعدم نقل غيرنا لها كان لدواع دعتهم الى اخفائها :
منها : المعاندة لعلي عليهالسلام والبغض له ، فانه لنصرته الاسلام كان قد قتل أنساب أكثرهم.
ومنها : الحسد له عليهالسلام لكثرة فضائله وخصائصه ، ولا خير في من لا يعرف حاسده.
ومنها : توهم بعضهم أن عليا عليهالسلام لا يضطلع (١) باعباء الخلافة لصغر سنه ودعابة(٢) فيه ، وتوهم أن الخلافة أمر دنيوي وشيء مصلحي ، ومثل ذلك جاز مخالفة الرسولصلىاللهعليهوآله فيه.
ومنها : غلبة شياطينهم واستحواذه عليهم ، وان كانوا عالمين باضطلاعه بها هذا في زمن الصحابة ، وأما في التابعين لهم فلتقليدهم لهؤلاء وميلهم الى الدنيا الحاصلة في يد من تصدى للخلافة ، ثم قلدهم الاتباع واتباع الاتباع حتى صار ذلك شبهة صارفة لطالب الحق عن النظر في أدلتنا ، أعاذنا الله تعالى من الهوى والمعصية. هذا مع أن المخالف قد نقل ذلك أيضا من طرق متعددة.
منها ما رواه محمد بن جرير الطبري في كتاب المستنير (٣) عن الحسن بن محمد بن (٤) جميل قال : حدثنا جرير عن الاعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت : سألت رسول الله من الخليفة بعدك؟ قال : انظري فنظرت ، فاذا هو علي بن أبي طالب (٥). وغير ذلك من الاخبار.
__________________
(١) اضطلع : نهض به وقوى عليه.
(٢) المراد منه الرجل الضعيف القصير يهزأ منه.
(٣) فى اثبات الهدى : المستبين.
(٤) فى اثبات الهدى : عن حميد عن جرير.
(٥) أخرجه الحر العاملى عن ارشاد الطالبين [هذا الكتاب] : فى اثبات الهداة ـ