الصماخ (١) ، ويدركه الحس السامع (٢) ، ومثال التموج فى المشاهدة التموج الذي يحصل فى الماء اذا وقع فى الماء حجرا وشيء له مقاومة ، فالسبب القريب هو التموج ، والبعيد هو القرع أو القلع ، وكذلك الصدى فانه اذا وصل التموج الى جسم صلب أو أملس ، رد ذلك الهواء الى خلف (٣) على شكله الذي كان عليه أولا فتدركه السامعة.
واعلم أن الصوت هل هو موجود في الخارج قبل وصوله الى القوة السامعة أم هو موجود فى القوة السامعة عند وصول التموج إليها؟ الحق الاول وذهب قوم الى الثاني وهو خطأ ، لانه لو كان كما ذكروا لما أدركنا جهته ، لكن تدرك جهته قطعا. بيان الملازمة : أنه اذا كان ادراكه ووجوده انما هو بملاقاة الحاسة أو يكون للحاسة تعلق بادراك جهته كما في اللمس ، فانه لما كان مدركا حال الملاقاة لم يكن يحصل لنا شعور.
ان قلت : انما أدركنا الجهة في الصوت ، لان القرع الذي هو سببه حصل فى تلك الجهة المقابلة للحاسة.
قلنا : هذا باطل ، فانا لو سددنا الاذن اليسرى مثلا التي هي مقابلة للقرع ، لادركنا جهة الصوت بالاذن اليمنى وهو قائم بالهواء ، لانه لو لم يكن موجودا فى الهواء لما مال بهبوب الرياح ، كالمؤذن على المنارة فانه يسمع صوته من جهة دون اخرى ، لإمالة الريح له الى تلك الجهة التي سمع منها.
اذا عرفت هذا فاعلم أنه غير باق بالضرورة ، بل يبقى زمان واحد وعدمه ، لعدم علته لا لذاته ، والا لكان ممتنعا.
__________________
(١) الصماخ ثقب الاذن.
(٢) فى «ن» : ويدركه به القوة السامعة.
(٣) فى «ن» : خلفه.