مطابقا ثابتا فهو العلم ، وان كان جازما مطابقا غير ثابت فهو تقليد المحق ، وان كان جازما غير مطابق فهو جهل مركب. وهنا فوائد :
الاول : ان المراد بالجازم هو ما اذا عرض نقيضه على العقل حكم بامتناعه ، وبالثابت هو ما يمتنع زواله لوجود علته ، وبالمطابق هو ما عليه الامر في نفسه.
الثاني : أدرج بعض الحكماء الظن في الاعتقاد ، بأن قسمه (١) الى جازم وغير جازم ، والثاني الظن وهو قريب ، وبعضهم قسم غير الجازم الى ما يتساوى فيه الامران أي الاحتمالان ، فذلك شك ، والى ما يترجح أحدهما فيه على الاخر ، فالراجح الظن والمرجوح وهم. وهؤلاء قد أدخلوا على الاعتقاد ما ليس منه ، وهو الشك والوهم ، كما أخرج أبو الهذيل العلم منه ، وهما فاسدان.
الثالث : العلم أمر مشترك بين أمرين أي معنيين : أحدهما المذكور أولا ، وثانيهما حصول صورة الشيء في العقل ، وهذا يدخل فيه الاول والظن والتقليد والجهل.
الرابع : الجهل مشترك بين أمرين : أحدهما المذكور أولا ، والثاني (٢) عدم العلم ، فالاول قسم من الاعتقاد كما عرفته ، والثاني بينه وبينه (٣) تقابل بالعدم والملكة ، وسمي الاول مركبا لتركبه من عدم العلم واعتقاد العلم ، فهو مركب من جهلين ، والثاني يسمى بسيطا لعدم تركبه.
الخامس : الحق أن السهو عدم ملكة العلم وكذا النسيان. وذهب أبو علي الجبائي الى أن السهو معنى يضاد العلم ، فبينهما تقابل التضاد (٤) حينئذ. وفرق
__________________
(١) أى الاعتقاد.
(٢) فى «ن» : وثانيهما.
(٣) فى «ن» : وبين الاعتقاد.
(٤) فى «ن» : بالتضاد.