وسئل الشبلى عن أفضل الطاعات فأنشأ يقول :
إذا محاسنى اللاتى أدل بها |
|
كانت ذنوبى فقل لى كيف أعتذر |
هكذا وصف من يعتقد فى معنى اسم الله تعالى أنه الّذي يفزع إليه فى النوائب لا يساكن المخلوقين ولا يستعين بغير رب العالمين ، يغتنم خلوته ثم يصفى دعوته ويظهر سرا بين يديه غصته ، وبرفع إليه بإخلاص القلب قصته ، فإن وافق دعوته سابق القضاء فاز بالنجح والظفر بجزيل العطاء وإن كانت القسمة بخلاف ما طلب من البغية ألبسه الله لباس الرضا ، فهو بحسن أدبه بل بكمال وده ومحبته بعد المنع عطاء ومنحة والرد إجابة وقربة ، وفى معناه أنشدوا :
أريد عطاءه ويريد منعى |
|
فأترك ما أريد لما يريد |
وأنشد آخر :
حين أسلمتنى إلى الذال واللام [الذل] |
|
تلقيتنى بعين وزاى [العز] |
وقل من يوفق للدعاء ثم لا يستجاب له ، فإن من لا يكون أهلا للإجابة قل ما ينطق لسانه بالمسألة.
وقد حكى عن بعضهم أنه باع جارية له فندم على بيعها فاستحيا من الناس أن يظهر حالته ، فكتب حاجته على كفه ورفعها إلى السماء ، فلما أصبح قرع عليه الباب فقال : من أنت؟ فقال : مشترى الجارية مع الجارية ، فقال : اصبر حتى آتيك بالثمن ، فقال : لست أريد الثمن ، فإنى أخذت خيرا من ذلك ، إنى رأيت فى المنام رب العزة يقول لى : إن البائع ولىّ من أوليائنا وقلبه معلق بها ، فإن رددتها إليه بلا ثمن أدخلناك الجنة بلا عمل ، فأنا آثرت الثواب على الثمن.