ويقال : إن الملائكة تقول للبهائم : لم يحشركم الله جل جلاله لثواب ولا لعقاب وإنما حشركم لتشهدوا فضائح بنى آدم.
وقيل : لو أن رجلا له ثواب سبعين نبيا وله خصم بنصف دانق ، لا يدخل الجنة حتى يرضى خصمه.
وقيل : إن الدانق من الفضة يؤخذ به يوم القيامة سبعمائة صلاة مقبولة فتعطى إلى الخصم.
وفى خبر مسند عن النبي صلىاللهعليهوسلم : «لو صليتم حتى تكونوا كالحنايا ، وصمتم حتى تكونوا كالأوتار ، ما نفعكم ذلك إلا بورع صادق».
وقيل : كما يرجو الظالم رحمة الله فإن المظلوم أيضا يرجو رحمة الله سبحانه ، فإذا أخذ حقه من الظالم فذلك برحمة منه ، ولو لم يأخذ للمظلوم حقا من الظالم لما رحم المظلوم.
وروى عن ابن مسعود أنه قال : يؤخذ بيد العبد يوم القيامة على رءوس الأشهاد فينادى مناد : ألا من له قبل هذا حق فليأخذه.
وقيل : لا يكون شيء أشد على أهل القيامة من أن يرى من يعرفه مخافة أن يدعى عليه شيئا (١).
فصل : لا راحة لمؤمن دون لقاء الله تعالى :
وقد يجمع اليوم قلب وليه إلى شهود تقديره حتى يتخلص عن أسباب التفرقة فيطيب عيشه ، إذ لا راحة للمؤمن دون لقاء الله تعالى فلا يرى الوسائط ولا ينظر إلى الحادثات إلا بعين التقدير ، إن كانت نعمة علم أن الله سبحانه
__________________
(١) (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (٣٤) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (٣٥) وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (٣٦) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ) (٣٧) (عبس).