فصل : تذلل فى دنياك ترفع فى عقباك :
واعلم أن من تذلل لله تعالى فى دنياه رفعه الله فى عقباه ، قال الله تعالى : (وَمُلْكاً كَبِيراً) (١) جاء فى التفسير أنه سبحانه يرسل الملك إلى وليه ويقول له : استأذن على عبدى ، فإن أذن لك فادخل وإلا فارجع ، فيستأذن عليه من سبعين حجابا ، ثم يدخل عليه ومعه كتاب الله مكتوب على عنوانه : من الحى الّذي لا يموت إلى الحى الّذي يموت ، فإذا فتح الكتاب وجد مكتوبا فيه : عبدى ، اشتقت إليك فزرنى ، فيقول : هل جئت بالبراق؟ فيقول : نعم ، فيركبه فيغلب الشوق على قلبه فيحمله شوقه ، ويبقى البراق ، إلى أن يصل إلى بساط اللقاء.
وأما الذين يخفضهم فهم أذل من التراب ، تطؤهم الأقدام ، قال الله تعالى : (فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً) (٢).
__________________
(١) الإنسان : ٢٠.
(٢) الكهف : ١٠٥.