باب
فى معنى اسميه تعالى
٥٣ ، ٥٤ ـ الوكيل (١) القوى (٢)
جل جلاله
الوكيل والقوى اسمان من أسمائه تعالى ، قال الله تعالى : (وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً) (٣) ومعنى الوكيل : الّذي وكل إليه الأمور ، فهو فعيل بمعنى مفعول ، ومن عرفه وكل إليه أموره ، بل هو المتولى لأحوال عباده يصرفهم على ما يريد ويتولى أسبابهم على ما يختاره وهو وكيل قوى يقدر على ما يريد إمضاءه ، ويقوى على ما يشاء إنشاءه ، وإذا تولى أمر عبد بجميل الكفاية كفاه كل شغل وأغناه عن كل غير ومثل ، ولا يستكثر العبد حوائجه لأنه يعلم أن كافيه مولاه ، ولهذا قيل : من علامات التوحيد كثرة العيال على بساط التوكل.
ويحكى عن ممشاد الدينورى أنه قال : كان عليّ دين فهممت ليلة من الليالى وضاق صدرى ، فرأيت فيما يرى النائم كأن قائلا يقول لى : يا بخيل ،
__________________
(١) الوكيل : هو الموكل إليه جميع الأمور ، وقيل هو : من ابتداك بكفايته ثم والاك بحسن رعايته ، ثم ختم لك بجميل ولايته ، وقيل : هو الّذي يثنى جميلا ، ويعطى جزيلا ، لمن رضى به وكيلا.
(٢) القوى : القوة تدل على القدرة التامة دون نقص ، والقوى هو الّذي لا غالب له ، والّذي لا أحد ينصره ، وأمد يحصره.
(٣) النساء : ٨١.