باب
فى اسمه تعالى
١ ـ الله (١)
جل جلاله
القول فى اشتقاق هذه التسمية :
الكلام فى هذا الباب من وجوه : منها : القول فى اشتقاق هذه التسمية هل هى مشتقة من معنى أو لا؟ وإن كانت مشتقة من معنى فما هو؟ وقد اختلف فى ذلك ، فمنهم من قال : إن هذا الاسم غير مشتق من معنى ، وهو اسم انفرد به الله تعالى ، فهو له اسم خالص كما يكون لغيره أسماء الأعلام والألقاب (٢) ، إلا أنه لم يطلق فى وصفه تعالى اسم اللقب والعلم لعدم التوقيف ، وهذا أحد قولى الخليل بن أحمد.
ويحكى عن الشافعى ، رحمهالله تعالى ، أنه قال بهذا القول ، وإليه ذهب الشيخ الحسين بن الفضيل ، وكثير من أهل الحق ممن سلك هذه الطريقة قال : لم نر أهل اللغة تصرفوا فى اشتقاق هذا الاسم وما كانوا يستعملونه فى غير الله ، بل قلّ ما يوجد فى كلامهم استعمال لفظ الله قبل الشرع فى صفته تعالى
__________________
(١) هو اسم للموجود المستحق لصفات الإلهية المنعوت بنعوت الربوبية المنفرد بالوجود الحقيقى ، فإن كل موجود سواه غير مستحق للوجود بذاته ، وأن ما استفاد الوجود منه فهو من حيث ذاته هنالك ومن جهته التى تليه كل موجود هالك إلا وجهه.
(٢) واللقب ما أشعر بمدح أو ذم كمحمد سعد ، وفلان ذيل الحمار ، وأنف الناقة مثلا.