باب
فى معنى اسمه تعالى
٩ ـ المتكبر (١)
جل جلاله
المتكبر اسم من أسمائه تعالى ورد به نص القرآن ، وتكبره وكبرياؤه ورفعته وعلاه ومجده وسناؤه وعلوه وبهاؤه ، كل ذلك إخبار عن استحقاقه لنعوت الجلال ، وتقدسه عن النقائص والآفات ، وكل ذلك يعود إلى ذاته ووجوده ، على ما وصف.
والتكبر فى صفة الخلق مذموم ، لأن الخلق محل النقص ، فإذا تكبر تكلف أن يتصف بغير ما يليق بنعته ، ومن عرف علوه سبحانه وكبرياءه لازم طريق التواضع ، وسلك سبيل التذلل ، وقد قيل : «هتك ستره من جاوز قدره» (٢).
__________________
(١) هو الّذي يرى الكل حقيرا بالإضافة إلى ذاته ولا يرى العظمة والكبرياء إلا لنفسه ، فينظر إلى غيره نظر الملوك إلى العبيد ، فإن كانت هذه الرؤية صادقة كان التكبر حقا ، وكان صاحبها متكبرا حقا ، ولا يتصور ذلك على الإطلاق إلا لله تعالى ، فإن كان ذلك التكبر والاستعظام ولم يكن ما يراه من التفرد بالعظمة والكبرياء لنفسه على الخصوص دون غيره كانت رؤيته كاذبة ونظره باطلا إلا الله تعالى.
(٢) فالمتكبر من العباد هو الزاهد العارف ، ومعنى زهد العارف أن يتنزه عما يشغل سره من الخلق ويتكبر على كل شيء سوى الحق تعالى ، فيكون مستحقرا للدنيا والآخرة جميعا ، مترفعا عن أن يشغله كلاهما عن الحق تعالى ، وزهد غير العارف معاملة ومعاوضة ، إنما يشترى بمتاع الدنيا متاع الآخرة فيترك الشيء عاجلا طمعا فى أضعافه آجلا ، وإنما هو ـ